فن وثقافة

رحلوا …

 

بقلم – علي جرادي المطربي

رحلوا وكأنهم لم يرحلوا

تركوا كل شيء من دنياهم

رحلوا وليتهم لم يرحلوا

وبعد رحيلهم هل تنفع الآهات

رحلوا وتركوا طيفهم لم يبرح الآفاق

تركوا الحنين والشوق في الأعماقِ

رحلوا وتركوا آثارهم تحكي كل الخطواتِ

رحلوا بأجسادهم وعن القلوب لم يرحلوا

رحلوا وفي القلوب لوعة لم تغب لسويعاتِ

كأني أرى تلك النظرة الحانية حاظرة

بل كأني أسمع تلك الهمساتِ

فحين أرى المكان أتذكر خطواتي

وحين أرى المكان تزيد لوعاتي

فأضحى الزمان غير الزمان ولا المكان مكان

وبقي الفراق كضرب الأسنة في الحشا

وبقي الدار وقد انطفى النور وغاب الزوار

وأضحى الدار خاويا وأمسى خراب

وبعد فراقهم أضحت قلوبنا بين الضلوع قفار

رحل الأحبة فالدار بعدهم والأفئدة كئيبة

وبقي الشوق يعصر القلوب يحثه التذكار

هذا قدر القدير إذا أتى فلا عذر ولا أعذار

وكلنا على الطريق مُِسَلِِمُون راحلون نتبع الآثار

فصبراً يا إلهي صبراً وعفواً ومغفرة

وإلى الجنان في الفردوس دار وقرار

وعوضنا يا إلهي خيراً يُِطمْئِن القلوب

ويزيل عنها الأكدار

والصلاة والسلام على قرة العيون وسلوة القلوب الحبيب المختار.

مقالات ذات صلة

إغلاق