المقالات
( أحداث جديدة )
بقلم أ : ابتسام الشمري
في كُل مرة نبدأ فيها عامًا جديدًا، يتوارد في ذهني
هل نحن حقًا نودع تاريخا مضى ، ونُعانق تاريخا آت !
أم أننا نودع أيامًا أقتاتت من أروحنا
وأحداث ابتلعتنا في جوفها
وبراكين من المشاعر ثارت علينا
وزوبعة من الأحلام اغتالتها الحقائق
وأشخاص شاطرناهم أرواحنا وشعرنا معهم بالألفة
وتأملنا بهم خيرا ،وكان أسفنا عليهم كبيرًا بحجم الظن !!
حتى الكلمات الثقيلة التّي قيلت لنا من أحدهم لم تكن كلمات ، بل ركام من الالم
كلمات اورثتنا الحزن بعد أن أنهارت علينا وأصبحنا تحت أنقاضها أيامًا وأسابيع
وعلى الرغم من كل ما مضى من أحداث مؤلمة إلاّ أننا كُنا نقف عليها ونقول بهمس متقطع :(الحمدلله)
لأنها ماحدثت إلاّ لتكون إما درسًا أو صفعة
نأخذ العبرة المنشودة منها ونزيلها من أرشيف ذاكرتنا ونمضي ..
ليس هذا ما كان يحمله العام المنصرم فقط !
حتى لحظاتنا الجميلة التي لا تُحصى بفضل من الله وكرمه
والتّي لطالما وددنا أن يقف الزمان عليها ، ولكن هذه هي الحياة لا ديمومة للأشياء من حولنا ..
عافيتنا التي تمتعنا بها طوال العام ، لطف الله المُختبئ خلف الليالي ، ستره الذي كان يكسونا في كل حين ،
صرفه للشرّ عنا ، يده التّي تمسح على قلوبنا عند الفواجع ،
ورزقه لنا على الرغم من تقصيرنا في أنفسنا،
والكثير من الاشياء التّي سرّنا حدوثها
من غير حول منّا ولا قوة ..
فلله الحمد على شعور الرضى عن كل ماجرى
من خير وشرّ ، كسر وجبر ، نجاح وفشل ، وقوف وتعثر ، تأييد وخذلان ، أمل وخيبة ، طمأنينة وألم ،
فلولاه ما كان عبور الأيام من خلالنا عبورًا خفيفًا
ولولا رحمته لجَثَت الاحداث الثِقال على صدورنا
فبإسمك اللهم نبدأ خوض هذا العام الجديد
وكلنا يقين بأنك معنا
امنحنا القوة لتحمل أحداث جديدة
وألهمنا القدرة على تدوين أحلام قابلة للتحقيق
وارزقنا أشخاص أرواحهم طاهرة نتقاسم معهم مشاعرنا دون خوف وتردد …