المقالات

حازب رياني وأحمد مهاوش وليلة من ليالي التعليم الخالد

 

محمد الرياني

 

عندما أحضر مناسبةَ تكريمٍ في التعليم يمر أمامي شريطُ ذكرياتٍ طويل يستعرض عدة تفاصيل، ويكتنز الكثيرَ من المواقف التي لاتوجد إلا في التعليم، تمرُّ رحلة المعلم مع طلابه بمواقف متعددة، فهذه صورةُ طفلٍ في السادسةِ يكبر شيئًا فشيئًا حتى يصير شابًا، ويعقبه طفلٌ آخر يكبر شيئًا حتى يصير مثل صاحبه ، يتكرر الموقف والمعلم ترتفع درجاتُ عطائه متصاعدة، وعبر عقود من الزمن يكون المعلم مثل كفةِ ميزانٍ أوسلةِ فاكهة لا يتوانى في جني محصوله من بستانه القريب ووضعه في هذه الكفة كي يقدمها على طاولات طلابه في يوم يبدأ في الصباح وينتهي بعد منتصف النهار، وهكذا يستمر العطاء وتتجدد الفصول وتتغير المواسم والمعلم يملأ سلال طلابه بكل نافع ومفيد، ولا يتوانى في ملء كفة الميزان عن القدرِ المطلوبِ ولاينظر إلى نهايةِ الكفةِ هل فاضتْ وتناثرتْ فاكهتها وزادت أم لا، وهكذا في كل عام تبدو فصولُ العام هي فصول مثقلة بالمحصول من أجل أن يكون الطلاب قد تناولوا من سلالِ الخيرِ الخيرَ كله.

الليلةَ تكرمُ مدرسةُ محلية الابتدائية بجازان اثنين من معلميها اللذيْن أمضيا عقودًا من الزمن وهما يجنيان من بساتين المعرفة ثمارًا يانعة ليضعاها مساحاتٍ شاسعةٍ عبر زمن طويل.

والمعلمان (حازب رياني وأحمد مهاوش) اثنان من نبلاء التعليم قضيا عُمرًا طويلًا في جنباتِ التعليمِ وتركا آثارًا وذكرياتٍ خالدةً تشهد بها الفصولُ وحصصُ الدروسِ والمساحاتُ القريبةُ من المحضنِ التربوي ويشهد لهما أيضًا حشدٌ هائلٌ من الطلابِ والزملاءِ والزوارِ الذين اختلطتْ مشاعرهم بمشاعر هذين المعلمين.

 

(حازب رياني وأحمد مهاوش) اختارا روضةً خضراءَ معشبةً اسمُها التعليمُ وسكبا منها الشهدَ الأسطوريَّ الذي تغذى منه الطلابُ أعوامًا .

 

شكرًا لهما بعددِ الحصصِ التي مرَّتْ في حياتهما، والشكر لهما بقدرِ الكلماتِ والعباراتِ الوضاءةِ التي أنارتْ للطلابِ طرقًا متعددةً نحوَ الحياةِ الحافلةِ بكلِّ المتغيرات.

 

شكرًا لهما بعددِ الدقائقِ والساعاتِ والأيامِ في رحلةِ التعليم، والشكرُ لمدرستهما ومن أسهمَ في تقديرهما في ليلةٍ من ليالي التعليمِ الخالدة.

 

(بمناسبة تكريم المعلمين بمدرسة محلية الابتدائية : حازب عيسى رياني وأحمد مهاوش)

مساء الخميس ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٥هـ

مقالات ذات صلة

إغلاق