المقالات

حبٌّ أثري

 

من أجلِ عينيكٍ يابلقيس أنسجها
قصيدةً عَبَقت بالحبِّ والنَّغَمِ

مدادُها بمياهِ التِّبرِ شاهدةٌ
رمسيسُ كاتِبُها نقشاً على هَرَمِ

نسجتها في خدودِ الوردِ أُغنيةً
رسمتها بجمالٍ صاغهُ قلمي

على مزاميرِ داودٍ سأعزفها
لحناً . وأنشدها حُبّاً بِملءِ فمي

في الجنتين وذاك السَّدُّ حارسُها
حتى ولو هُدِّمت من سيلها العَرِمِ

إن كنتِ في يَمَنِ الأحرارِ حاكمةٌ
لا تركعي بين شمسِ الحبِّ والنُّجُمِ

صرحي المُمَرد في شوقٍ فلا عَجَبٌ
أن تكشفي ساقكِ المفتون في شَمَمِ

يا وادي النملِ اهدأ فالجيوشُ هنا
فيها ابنُ لَحكَم من عُربٍ ومن عَجَمِ

هلُمَّ يا هُدهدَ الأخبارِ وابلِغهم
أن الهوى في فؤادي قد جرى ودمي

ياليت سجنك يالصدِّيق يُنقذني
من كيدهن . فإن القلبَ في ألمِ

سلوا زليخةَ ما بالُ النساء وقد
أحللّنَّ سفك دمي في الأشهر الحُرُمِ

عزيزُ مصرٍ من السبعِ العِجاف أبى
سِقايتي من مياهِ النيلِ في كرمِ

وردتُ مديَنَ . علِّ ارتقي أدباً
أو طور سَيناءَ يهديني من الظُّلَمِ

ماكان فرعون إلَّا نسلُ طاغيةٍ
من يرتجي عابداً للجهلِ والصنمِ

ياليت قارونُ أهدي من خزائنهِ
وجادَ من مالهِ للشيبةِ الهَرِمِ

جِسرُ الرصافةِ بين الرافدين به
عينُ المها تشتكي يوماً لمعتصمِ

أنا ابنُ مكةَ لا أخشى من ابرهةٍ
فالله حصَّنها في الحِلِّ والحَرَمِ

أسكنتُ فاتنتي ذاتَ العِمادِ وهل
عادٌ سَتُهدي لنا قِصراً ومن إرَمِ

إيوانُ كِسرى وأسوارٌ مُذهَبَةٌ
في بابلٍ عُلِّقت ، للعاشقِ الحكمي

ابوطلال الحكمي

 

مقالات ذات صلة

إغلاق