المقالات
الأمان الأسري
نوال هزازي :
نلاحظ أنه في خضم أحداث الحياة ومشاغلها وكثرة الأعباء وكثرة المتطلبات و قلة الترابط الأسري قد أفقد الحياة الأسرية قدسيتها وأهميتها ،
فقد أصبحنا في زمن تجرم فيه لمجرد أنك لم تتبع أهوائهم لدرجة أن الأب أصبح يخاف من إبنه والعكس فأصبح الحرص والحذر والخوف والشك سيد الموقف ،
بينما خلق الله العائلة لتكون مصدر الأمان الدائم
قال تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) صدق الله العظيم
ونعلم أن الأسرة هي أصغر وحدة في بناء المجتمع، وعلى كاهلها تقع مسؤولية إنشاء ورعاية وتربية الأجيال الصاعدة رجال الغد وبُناة المستقبل، فيجب الحفاظ على قدسية الحياة الأسرية ،ولعل من أهم مقوماتها الأمان الأسري الذي بدونه تصبح الحياة هشة خالية من المدد الإيماني والروحي
الذي يعزز من قيمة الفرد في المجتمع والحياة ،وهناك عدة مسببات لضعف الأمان الأسري لعلنا نتاول اليوم العامل الأهم وهو الوازع الديني فمتى قل الوازع الديني قل معه التحلي بالصبر وتحمل الشدائد وكَثُر القنوط والجزع وغياب في الادوار الأسرية التي سنها الله تعالى على كل فرد من أفراد الأسرة ، فلم نعد نرى أم تحتضن أطفالها أو أب مسؤول أو أبناء يبرون ويحترمون آبائهم وذهب ذلك الدفء العائلي في زمن البرود الأسري ، فعلينا الرجوع إلى الله وتدبر آياته وومعرفة الحقوق والواجبات المترتبة على أفراد العائلة والإكثار من تلاوة القرآن والصدقة وتعظيم تعاليم الدين الإسلامي وزرع مخافة الله في النفوس وتوضيح عظم ثواب الإحسان الى الوالدين والعكس وتجنب تقديم حب الحياة والأهواء والشهوات على كل شي حتى العائلة ، هل أصبح الأمان الأسري صعب المنال ؟!
نلنجعل عجلة الحياة تدور متسارعة ونتريث نحن بوقفاتٍ مع الذات والعائلة .