المقالات
دهاء بن سلمان و معاهدة لوزان
عندما قام القائد الملهم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بزيارة رسمية إلى جمهورية اليونان عام 2022
ووقع على معاهدة التعاون المشترك بين الدولتين سياسيا” واقتصاديا” واستثماريا” و سياحيا” وثقافيا”.
وقد كانت أول زيارة على هذا المستوى الرفيع من مسؤول سعودي إلى جمهورية اليونان.
وتساءل البعض عن جدوى إتفاقية التعاون المشترك مع جمهورية اليونان والتي ليس لها وزن سياسي أو إقتصادي في أوروبا والعالم.
ولكن لأن الأمير محمد بن سلمان حفظه الله درس الماضي والحاضر وينظر بثقة وطموح لمستقبل مشرق وزاهي للسعودية والعرب فكان عنده علم عن معاهدة لوزان.
وقبل الحديث عن المعاهدة نذكر أن مصطفى كمال أتاتورك أتفق مع الدولة العميقة التي تتحكم في العالم (والتي قامت بصنعه من الصغر) أن يقضي على الخلافة العثمانية والإسلام مقابل حكم تركيا.
وقام مصطفى كمال بتوقيع معاهدة لوزان عام 1923 ميلادي والتي تنتهي بعد 100 سنة وذلك عام 2023 ميلادي 7 دول غربية.
ومن أهم شروط المعاهدة أن لا تقوم تركيا بالاستفادة من مواردها من النفط والغاز والمعادن ولا تقوم بتصنيع الأسلحة، وكذلك القضاء على الخلافة العثمانية وتحويل تركيا إلى دولة علمانية وتحويل اللغة من العربية إلى الإنجليزية مما يؤدي إلى قطع علاقتهم مع القرآن الكريم ومنع الأذان في المساجد ومنع لبس الحجاب وغيره.
ومن ضمن بنود معاهدة لوزان تقليص مساحة تركيا من جميع الاتجاهات وتعطى بعض الجزر لليونان (وحدث انقسام في الرأي بخصوص قبرص وتم الاتفاق على أن تكون قبرص الشمالية جمهورية تابعة إلى تركيا وقبرص الجنوبية جمهورية تابعة إلى اليونان).
ولأن الأمير محمد بن سلمان يعلم أن تركيا ستتحرر من معاهدة لوزان عام
2023 وستتمكن من الاستفادة من مواردها جميعا” لدعم اقتصادها.
و لأنه رفع راية أن مصالح السعودية أولا فسيجعل تركيا واليونان يتنافسان للحصول على الاستثمارات السعودية ودعم التعاون الاقتصادي السياحي والثقافي والتراثي.
بذلك تعرف تركيا أنها إذا لم تراعي المصالح السعودية فإنه سيتم التوجه إلى اليونان
وهو نفس التوازن في المصالح والذي قام به القائد المجدد الأمير محمد بن سلمان عندما وقع المعاهدات الإستراتيجية مع روسيا والصين والهند لعمل توازن بينهم وبين أمريكا والدول الغربية.
وهنا يجب أن نشيد بالفراسة العربية والرؤية الثاقبة من خادم الحرمين الشريفين الملك المخضرم سلمان بن عبد العزيز حفظه الله والذي عاصر كل ملوك بلدنا الحبيب منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمهم الله.
فقد درس الملك سلمان كل الإيجابيات والسلبيات التي مرت فيها البلاد وأعطى عصارة خبرته إلى القوي الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله والذي بدوره يختار القوي الأمين من أمراء المناطق و نوابهم والوزراء ورؤساء الهيئات والمؤسسات الحكومية لمساعدته في إدارة شؤون البلاد.
وقد أذهل عراب الوطن الأمير محمد بن سلمان حفظه الله العالم بطريقة حكمه التي تعتمد على الدراسة والشورى ثم الحزم والحسم في سرعة أخذ القرارات وسرعة تنفيذها و أثبت أنه حاكم قول وفعل.
وقد جعل للمملكة العربية السعودية ثقل سياسي واقتصادي عالمي.
وأشعر بالفخر والسعادة عندما أرى في أبحاثي أن السعودية صار لها ثقل اقتصادي وسياسي عالمي وهيبة على العالم.
هو متفائل أنه في 2030 ستتحقق الرؤية إن شاء الله ونرى المملكة العربية السعودية في أجمل صورة على المستوى السياسي والاقتصادي والحضاري والسياحي والثقافي و التراثي بإذن الله.
ومن أروع المحفزات التي نشرها القائد الملهم الأمير محمد بن سلمان في اليوم الوطني هو الشعار همة حتى القمة وهو يطبق هذا الشعار فيه عمله اليومي حيث أنه معروف عنه بأنه يعمل 16 ساعة في اليوم ويسعى في تطوير التقنية بكل براعة لإدارة شؤون البلاد.
*سعود مطر الحارثي*
باحث في السياسة والدين والاقتصاد وخبير في الاستثمار
البريد الإلكتروني Saudharthy@icloud.com