المقالات
من الذاكرة
أ / محمد الحربي
الأضحية في الماضي كانت تحظى باهتمام كبير من أبائنا وأمهاتنا ،كان كل بيت يربي أضحيته في بيته، ويختارها بعناية فائقة وتبقى لمدة ستة أشهر وهي تربى على علف الوجيم وحب الذره، والبعض يضع الحناء على ظهرالأضحية علامة بأن هذا خروف الأضحية وكانوا يحرصون على سٍّمن الكبش وخاصة السبله لابد أن تكون متدليه فإذا جاء يوم العيد رأيت الفرحة والسرور، وقد عمّ كل الأسرة ،بعض الأسر تتولى تجهيز الذبيحة بنفسها وربما البعض أخذ رأس الكبش مع جلده بعد فصله عن الذبيحة واستقبل به القبلة ليحج كما زعموا والحمدلله هذه العادة اندثرت مبكراً، ثم إذا انتهوا من الذبح أخذوا القشوة وهي قطعة الشحم المحيطة بكرش الخروف وهي أفضل الشحوم بالذبيحة ثم توضع في مكان به تهوية لتجف فتكون دهون للمحشوش، ثم يقطع اللحم قطع صغيرة وبعد توزيع الثلث أنصاد وتوزيعها على الجيران يترك الباقي فترة ليجف استعداداً لتجهيز المحشوش وهناك خبيرات في كل حي في طبخ المحشوش وتختلف نكهته باختلاف مهارة كل واحدة منهن ..فإذا تم تجهيز المحشوش وضع في قدور حجرية ووضع الصليل في دبع الدباء ليقاوم حرارة الجو في ظل غياب أدوات التبريد ويمكث محتفظاً بنكهته وصلاحة حتي العام القادم ، في يوم عيد الأضحى تعج في القرية رائحة المحشوش المميزة فتزيد نسبة الارتياح النفسي فتراهم يتبادلون أطباق المحشوش فيما بينهم للمشاركة في الأكل من الطبخات المختلفة إن المحافظة على ذبح الأضحية وتجهيزها وتوزيعها أمام أبنائنا يشعر الأبناء بأهمية هذه الشعيرة وتبقى أمام الأجيال القادمة شعيرة حية أفضل من التوكيل لجهات أخرى تخلصاً من التعب والمشقة … رحم الله من مات من أبائنا وحفظ من بقي ونسأل الله حسن الخاتمة
|