جدة- ماهر عبدالوهاب
بدعوة من سمو الاميرة اضواء بنت يزيد تقيم مؤسسة الفن حاليا المعرض الفردي العاشر للفنان والكاتب الصحفي محمد المنيف “كما أراها” بغاليري الفن النقي بمدينة الرياض حيث يضم المعرض اكثر من ثلاثون عملا من اعمال الفنان التي تحمل اسلوبه المميز , ويعتبر الفنان والناقد محمد المنيف من رواد الفن السعودي, وسبق للمنيف ان أقام تسعة معارض فردية منذ عام 1974 وشارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية في المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا. أيضًا ، طوال حياته المهنية ، بنى قاعدة من المقتنين المحليين ؛ بما في ذلك الأفراد والجهات الحكومية , ولد عام 1952 في حوطة سدير (160 كلم شمال غرب الرياض). تخرج من معهد التربية الفنية بالرياض عام 1973 وعمل مدرسًا للفنون لأكثر من ٣٥ عامًا. عمل كاتبًا متعاونا ومحرر للفنون التشكيلية بدءا من مجلة اليمامة ثم الرياض واستقر في جريدة الجزيرة أربعين عام وله العديد من المشاركات الإعلامية الدولية. عمل نائب لرئيس جمعية التشكيليين ثم رئيس لمجلس إدارتها لمدة 10 سنوات تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك ، كان مدير معرض صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بالرياض لمدة 15 عامًا. كما كان لديه الكثير من المشاركات كمحكم في مسابقات او متحدث في ندوات. وحول معرض كتب الاستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سابقا : لا يمكن أن يُكتب عن تاريخ الفن التشكيلي ورموزه والمؤثرين فيه خلال العقود الأربعة الماضية دون أن يرد اسم الفنان والناقد الأستاذ محمد المنيف ضمن الرواد الذين شكَّلوا خلال هذه الفترة حراكاً فنياً تشكيلياً تميز بالتنوع والتخصص بين فنان وآخر.
وما يميز الأستاذ المنيف فضلاً عن أنه ذو موهبة عالية في الفن التشكيلي، أنه جوّد هذه الموهبة بالتخصص والدراسة في معهد التربية الفنية بالرياض إلى أن تخرج فيه عام 1973م ليبدأ رحلته بالعمل مدرساً للفنون لأكثر من عشرين عاماً، ما جعله يواصل الاستزادة من ثقافة الفنون التشكيلية.
فالفنان المنيف قرأ كثيراً، وتعرَّف على المشاهير ممن يجيدون الرسوم التشكيلية في الداخل والخارج، وتأثر بهم، لكنه اتجه نحو تشكيل مدرسته الخاصة المتفردة في الرسومات، فرأيناه يركز في لوحاته على قريته حيث نشأته، وعلى منزلهم وما كان يختزنه من ذكريات حيث كانت ولادته، ليقدم لنا في أحدث معارضه اليوم هذه اللوحات في (قاعة مؤسسة الفن النقي في الرياض) بدعوة من مديرة المؤسسة الأميرة أضواء بنت يزيد، وتفاصيل هذه اللوحات موثقة في هذا الكتاب.
وسبق هذا المعرض أن أقام فناننا تسعة معارض شخصية، كان أولها بعد سنة على تخرجه من معهد التربية الفنية، ما يظهر نبوغه، وموهبته المبكرة، واستفادته من دراسته، وكانت هذه المعارض قد أقامها محمد المنيف في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وأصبحت لوحاته جاذبة وتتزين بها مواقع مهمة في الداخل والخارج.
وفي هذا المعرض يقدم لنا الفنان محمد المنيف ما يقول إنها من بين أحد ممارساته التكعيبية، ويصفها بأنه انتهج فيها أعمالاً كثيرة، ملتزماً بقواعد هذه المدرسة في الثمانينيات، أي أنه يقدم لنا اليوم في سلسلة معرض (طويق) سلسلة تكعيبية من ممارساته في هذا النوع من الفنون التشكيلية. كما سيكون أمامنا في هذا المعرض ما أسماها (مجموعة الصحراء) وهي إبداعات تعني له المتنفس ومخزن الأسرار – هكذا قال!! – مع قساوتها بعين من لا يعرفها، لكونها دفتر ذكرياته ومعنى الجمال لديه.
ولا يكتفي بتقديم نفسه في هذا المعرض بما سبق أن أشرنا إليها، فهناك لوحات (الإيقاع اللوني) وهي مجموعة من اللوحات يقول عنها المنيف إنها تأخذه إلى عمق الجمال اللوني، وأنها من أوصلته إلى حد الانسجام التام أثناء التنفيذ.
لاحظوا أن محمد المنيف يكتب بلغة راقية، وأسلوب أدبي متميز عندما يصف أعماله الفنية، وهذا سببه ثقافته، وسنوات عمله في الصحافة كاتباً وصحفياً على مدى أربعين عاماً، ومشاركاته في المعارض الدولية، إلى جانب عمله نائباً ثم رئيساً لمجلس إدارة جمعية التشكيليين لمدة تزيد على عشر سنوات، ومديراً لمعرض صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بالرياض في فترة تصل إلى خمس عشرة سنة.
هذا التنوع في مسيرة الفنان المنيف بين الدراسة التخصصية، وتدريس مادة الفنون، والتوجه نحو إقامة المعارض للوحاته في الداخل والخارج، وممارسة الكتابة والعمل في الصحافة، وإدارته لجمعية هي المعنية الوحيدة بالفن التشكيلي أكسبته كلها ولا شك شخصية الفنان التشكيلي المؤثر في ساحة الفنون التشكيلية.
ومع كل هذا فإن محمد المنيف لا يتردد في القول إنه استفاد من تجربة من سبقه إلى هذا المجال، وأنه اقتحم هذا الميدان متأثراً بالكثير منهم، وفي هذا المعرض سوف يرى زواره كم هو قادر على أن يشكل بلوحاته إضافة جميلة، وأنه يضعنا أمام تجربة غنية بالإبداع ولم تتوقف رغم مرور أربعين عاماً منذ أول لوحة تشكيلية قدمها إلى جمهوره.
قراءة المسيرة الفنية للفنان محمد المنيف تحتاج إلى دراسة وقراءة عميقة، وتتبع لكل المحطات التي مرَّ بها، وتلك تحتاج إلى فنان متخصص يحدد القيمة الفنية العالية للوحات المنيف، وما ترمز إليه، كما تحتاج إلى مساحة أكبر لاستيعاب التصور الكامل لترجمة ما وراء اللوحة من معانٍ قد لا يفهمها إلا من له حظ من العلم في هذا الميدان.
|