المقالات

الحنين للماضي   

احن لماض رحل غادرنا فيه امور عشناها ووجوه الفناها اماكن عشقناها كانت متنفسا نقضي فيها معظم اوقاتنا بصحبة ورفقة واهل وزملاء وكل شيء جميل
رحلة طويلة قطعناها فقدنا تلك اللحظات الجميلة وتفاصيلها المختلفه الحلوة والسعيدة ذهب كل شيء ولم يبقى إلا آثارهم ديارهم ومنازلهم تحكي غيابهم ايام قضيناها معهم بقربهم وصحبتهم نأنس بهم ونشتم عبيرهم و فعبقهم نبتهج ببسماتهم وضحكاتهم وحكاياتهم ولطفهم فنذرف دموع الشوق اعترافا بفقدهم وفقد تلك اللحظات كلماتهم وتوجيهاتهم نظراتهم حضورهم وغيابهم وحتى طلباتهم مزاحهم ومداعباتهم
منهم القريب الكبير ومنهم الرفيق ومنهم الصديق والزميل فكانت لهم تلك الصفات الجميله والذكريات التي حفرت في النفوس ويمر طيفها بنا كسحابة صيف نستبشر بها فما تلبث حتى تتبخر فتمر وكأنها حلم
رحل كل شيء
ذكرياتهم تحكي غيابهم وذكرياتنا معهم في مرابع الصبا ومراتع الشباب وقد مثلت هذه الأبيات لأبي تمام يصفها لنا وكأنها حلم:
مرّت سنون بالوصال وبالهنا
‏فكأنها من قصرها أيام
‏ثم انثنت أيام هجر بعدها
‏فكأنها من طولها أعوام
‏ثم انقضت تلك السنون وأهلها
‏فكأنها وكأنهم أحلامُ.
زحفت إلينا هذه الحضارة النكدة والانفتاح تغيرت معها حياتنا بكل تفاصيلها من المأكل والملبس والمسكن المتواضع وبساطة الحياة
كانت تحوي أساسيات الحياة صغيرة في مساحتها لكنها تسع الجميع بتقاربها وتآلف قلوبهم النقية ونفوسهم اللينة وروابط محبتهم وثيقة يقدرون الجيرة لا يعرفون التباغض والإعراض والهجر يتزاورون دون تكلف أو كلفة ويتبادلون الأطعمة والأواني كانت هذه مظاهر حياتهم تؤكد قيمة الجار وحسن جواره والإحسان الى الجار
فنتحسر على زمن كان الفرح يسكن القلوب الصافية والنفوس الرقيقة الراقيه رغم بساطتها
فما لبثنا حتى تغيرت احوالنا ونمط حياتنا الاجتماعيه وطغت علينا الحياة المادية
فأثرت علينا وعلى طريقة عيشنا تغيرت معها نفوسنا وعلاقتنا
فأصبح طبع نفوسنا حاد فقست قلوبنا   وأصبحت تعاملاتنا جافة وباهته
فبعدت المسافات رغم قربها وسهولة الوصل اليها
تفرق الأسرة كل منفردا بنفسة من المآكل والملبس والذهاب والإياب فقدت الأسرة بركة الاجتماع والترابط والألفة والمحبة
وحينما تعود بك الذاكرة للخلف وتسترجع تلك الآثار يعتصر القلب كمدا والما
فعندما يعود بك شريط الذاكره للخلف وتتذكر مواقف واحداث حلوة تتمنى انها لم تذهب وبقيت وعكسها مؤلمة ومرة تتمنى انها لم تحدث
واخيرا لا الدار داري والجار جاري
فسبحان الدائم قيوم السموات والأرض
اللهم أصلح أحوالنا وأحسن اعمالنا ومآلنا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد
17/10/2022‪
✒️علي جرادي المطربي

مقالات ذات صلة

إغلاق