المقالات
*أيْ بُنيّ*
بقلم/ حسين بن سعيد الحسنية @h_alhasaneih
في ساعة انتظار، وأنا أفكّر في أبنائي وأعيد شريط الذكريات معهم متذكّراً مواقفي الكثيرة مع كل واحد منهم، وعالماً بشخصية كل فرد على حده، وما هي آماله وآلامه ومحبوباته ومكروهاته وهواياته واهتماماته، خرجتْ هذه الخواطر دون ترتيب مسبق أو تحضير قبلي لتكون لهم معالم في حياتهم وإشارات لهم على طريقهم نحو مستقبلهم وقادم أيّامهم،،، **وهي موصولة لأبناء الأمة أجمع،،،** والله أسأل القبول.
– من أشد المواقف إيلاما للقلب موقف يتعرَّض فيه عِرض المرء للأذى، ولكن الأشدّ من ذلك حينما يعلم أنّه كان السبب الأول في ذلك الايذاء لمّا تعرّض هو لإيذاء أعراض الآخرين، حينها يتذكر مقولة: الجزاء من جنس العمل.
– الجرأة المحمودة أن تغشى مواطن المروءات، وأن تصدح بأنغام الفضائل، وأن تعيش بأنفاس القيم والأخلاق.
– لا يكفي العيش من أجل الأكل والشرب والنوم، بل عِش قدوة في مجتمعك مؤثراً على أفراده ونبراساً لهم في كل خير.
– اهرب من الظلام وأهله، الذين يحبون تدبير الدسائس وتنظيم الإملاءات ويخافون من الشمعة أن تضيء بينهم فتفضحهم، ((ولأن تمشي جاهلاً في النور خير لك من أن تكون عالماً في الظلام)).
– حتى يُجلّك الآخرون احرص على احترامهم، ومن احترامك لهم أن لا تخدعهم بوجهٍ أبيض فوق قلب أسود، ولا تخذلهم في الموقف العصيب بالاعتذار الباهت، ولا تكن الناصح لهم بثياب الغش والغرر، ولا تذْكرهم بمدح في معرض الذم، ولا تُحسن إليهم بدافع الإساءة لهم.
– مراحل الحياة حدائق متنوّعة وقمم سامقة وأودية متقلّبة ومواطن مخيفة وساحات شاسعة، والعاقل من تنقّل بينها على حذر وتخوّف، فيستقي الجميل منها ويأنف عن كل قبيح فيها ويجعل لقدميه الأثر المؤثر فيها.
– لا يُسقط الهمم العالية ولا يحرق الرؤى البعيدة ولا يدمّر الحصون المنيفة ولا يُمرض الأجساد الصحيحة المتعافية إلا السيرُ دون هدف والعمل دون ثمرة والحركة بلا بركة، وذلك لمّا سفلت الهمم وخارت العزائم وضاعت الأوقات وتمردت الجوارح وغاب القدوات.
– كم هي تلك السيول الجارفة من التفكير التي تباغت عقلك وتأسُره أوقاتاً طويلة، مرة في واقعك ومرة عن مستقبلك ومرة من علاقاتك واهتماماتك، فوطّن ذلك التفكير توطيناً إيجابيّاً يأخذك للعمل الصحيح بروح وثّابة متفائلة.
– قارن نفسك بمن هو فوق المنبر ويشاهده الجميع، شريطة أن يكون الهدف من تلك المقارنة الوصول إلى منبر أعلى ومشاهدين أكثر.
– إذا أردت أن تعلم أنّك في دائرة التوفيق والبركة فحدّد موقعك من والديك.
– كل طيّب من الناس.. القربُ منه أطْيَب.
– من صنع واقعه بالمجد والعز والنجاح صُنع له ماضٍ مشرف ومستقبل زاهر وجميل.
– أبسط الأمور التي منها ما هو فيك ومنها ما هو حولك تحتاج إلى الاهتمام البالغ منك، ومن اهتم ببسيط أموره اهتم بعظيمها.
– اسأل كلما أردت أن تعرف، فما دمت تتنفس فأنت بحاجة إلى المعرفة.
– فلتكن عاطفتُك جيّاشة لمن يستحقها فقط ومتوازنة لا يشوبها إفراط أو تفريط.
– كل تواصل عنوانه المصلحة السيئة علاجه البتْر.
– لا تتنازل عن مبادئك، ولا تقبل المساومة عليها، وطبْ نفساً بتمثّلك بها.
– الناس في الغالب لا يحبّون كثير الكلام قليل الأفعال.
– احذر من التقوّل على الآخرين، أو التصنّع أمامهم، أو التلوّن في معاملتهم، أو التمادي في حقوقهم.
– تذكّر أن من فطنة الرجل وذكاءه.. كثرة صمته، وعمق تفكيره، ورجاحة عقله، وهدوء أعصابه، وسمو نظرته، وعذوبة لسانه، وكريم أخلاقه، وجميل تعاملاته.
سلام لك يا بُني وعليك..
|