توعية وتثقيففن وثقافة
روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان تشيد بدور معرض أبوظبي للكتاب في إفتتاح جناح بحر الثقافة 2019
هيفاء الأمين – أبوظبي
أبوظبي في 25 أبريل 2019، وفي صباح أمس الآربعاء أفتتحت الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة ” بحر الثقافة ” بابوظبي جناح المؤسسة المشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته التاسعة والعشرين، والقت كلمة مشيرة فيها الي النجاح الكبير الذي حققته مؤسسة بحر الثقافة بمشاركاتها السابقة بمعرض أبوظبي وتكلمت عن البرنامج الثقافي الحافل المصاحب لأيام المعرض.واستعرضت اعمال المجلس والجهود التي يبذلها من أجل اثراء الثقافة العربية والتعاون مع الدور الثقافية والمؤسسات من اجل الرقي بالمجتمع ومواكبة العصر للتقدم ولم تنسى اخذ الحكمة من الذين سبقوها في خبراتهم للتقدم بالمجتمع ودعم الأسرة كي تكون متماسكة وسعيدة من خلال مشاركاتها العديد من المواضيع القيمة التي تفيد جميع شرائح المجتمع والتي تطرح من منبر المؤسسة بمحاضرات قيمة يصاحبها وفيديوهات وصور وملصقات ومطبوعات وعبرت عن سعادتها الكبيرة لتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة .
وأكدت فيها أننا نعيش لحظات زخم معرفية وثقافية، ونقاشات ولقاءات تنير في عقولنا الكثير من الأفكار، ولا سيما في عام التسامح الذي دعت الإمارات إليه لتحتفي بدمج الجنسيات والثقافات والديانات المتباينة التي تتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعطي من خلالها الدليل على قدرة هذا البلد على صهر كل مكوناته في بوتقة واحدة، ونبهت إلى أن مبادرة تحدي القراءة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، جاءت لتكون دافعاً كبيراً على القراءة والمعرفة، وتحقيق عملية الاندماج، وسبقها إقرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله القاضي بجعل عام 2016 عاماً للقراءة، والذي نتج عنه إقرار شهر مارس من كل عام شهرا للقراءة.وكان لرعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي/ نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله دوره الكبير في تعظيم فعالياته، وتعظيم مخرجاته، وتعزيز القيم الأخلاقية في نفوس أبناء الإمارات، من خلال مبادرة سموه لتدريس (التربية الأخلاقية ) في المدارس لتكون زاوية بناء لحضارة الإمارات الحديثة القائمة على المعرفة.كما كان لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله دورها الفعال في ذلك أيضاً من خلال عطائها الممتد عبر تاريخ الوطن، بدءاً بإنشاء الإتحاد النسائي، ومروراً بتدفق عطائها، ووصولا لآخر مبادرات سموها، وهي إنشاء جمعية امهات أصحاب الهمم، لتمثل حجر زاوية في الإهتمام بالتثقيف والتوعية لأمهات أصحاب الهمم وهو عمل انساني ثقافي رائع.
وأكدت سموها أننا نحتفي هنا وسط آلاف الكتب بنخبة من العقول العربية المبدعة، التي صدرت للثقافة العربية مجموعة من الإبداعات في كل المجالات .. وكان تميزها دافعاً للاحتفاء بها في هذه الدورة من المعرض.
وختمت سموها كلمتها بأن الثقافة العربية قادرة على إضافة رصيد معرفي للتجربة الإنسانية بشكل دائم.
كما توجهت بالشكر الجزيل للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات على دعمها الكبير والدائم للمرأة الإماراتية لتتمكن من الخوض في ميادين الحياة والعمل عموماً، وفي ميدان الثقافة والفكر خصوصاً، وقالت الشيخة روضة أن مؤسسة بحر الثقافة هي خير مثال على هذا الدعم.وعبرت عن سعادتها بمشاركة مؤسسة بحر الثقافة في الفعاليات المتعددة للمعرض وثمنت الجهود المبذولة لإنجاح هذه المنظومة الثقافية الداعمة للحياة الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل توجيهات القيادة الحكيمة ودعمها الكبير في هذا الجانب.حضر الأفتتاح العديد من كبار الشخصيات وسمو الشيخات من آل حامد وصديقاتهن وحشد كبير من المثقفين، والوجوه الثقافية والإعلامية والأدبية ومحبي الأدب والكتاب.
وعبرت عن سعادتها بمؤسسة بحر الثقافة .. و بالجهود المبذولة لإنجاح هذه المنظومة الثقافية الداعمة للحياة الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل توجيهات القيادة الحكيمة والشجاعة فيها.
وشهد جناح المؤسسةالمزدان بالمحبة المنفردة والكتب المصاحبة على جدران المكان وفي الجناح كيفما تنظر يصاحبك البسمة والأستقبال والمحبة التي يتفرد بها المجتمع الإماراتي بكافة شرائحه.
وفي يوم طويل منوع الثقافات والألون والأجناس والعديد من الفعاليات ممثلة في بدايتها :
في محاضرته (الثقافة والتّفكير العلميّ) للدكتور عمّار علي حسن
أثار الدكتور عمّار علي حسن في محاضرته مجموعة من القضايا الهامّة منها أنّ التّعليم في بلادنا يميل إلى الحفظ والتّلقين، ويبتعد عن الفهم والحفظ، وأنّنا نعيش اغتراباً وظيفيّاً في مجتمعاتنا العربيّة، لأنّ التعليم عندنا مرتبطٌ بالحصول على وظيفة لا بتحقيق الذّات، أو ببناء الشّخصيّة أو بتشكيل مجتمع سليم، وأنّه لا يُركِّز على إشاعة القيم الإنسانيّة التي نحتاج إليها لتطوير أنفسنا، وذكر أنّنا مُبتلُون بتعليم متخلِّف ينحو بأبنائنا إلى العنف، وينشر فيهم روح الإرهاب والتّطرُّف، وأنّنا نحتاج إلى ثقافة متسامحة تجمع بين الرّؤى المتجاورة وطرائق العيش المشتركة، وتهتم بالموروث الشّعبيّ، ولا تقتصر على الأدب والثقافة والفنّ.
وفي رأيه أنّ الثقافة ليست مقصورة على ما تبدعه النخبة فقط بل تشمل أيضاً ما ينتجه المُهمَّشون ومن في القاع الاجتماعيّ، وأنّ ثقافتنا الشّعبيّة السّائدة غارقة في الهوى والفوضى، وتميل في كثير من مناحيها إلى الابتذال والتّطرُّف، وتحفِّز المتواصلين فيها على الكذب والديماغوجيّة لا على الصِّدق والتّوازُن مع النفس؛ وهو مايضر بآليّة بناء مجتمعنا في المستقبل.
ونبّه في ختام محاضرته إلى أنّ التسامح مرتبطٌ بالتفكير العلميّ، وينحو بمعتنقيه إلى احترام النسبيّة والتعدُّديّة في الرّأي، وذلك لا يمكن أن يكون إلا إذا قرأ المتلقِّي منْ يختلف معه في الفكر والرّأي، واحترمَ ماكتبه حتّى لوكان مختلفاً معه، ونبّه إلى أنّنا في الوطن العربيّ نعيش في كيتوهات فكريّة، وسجون نحبس أنفسنا داخلها من دون أن نفتح عقولنا على الآخر، أونُنصِت إلى ما قاله بوعيٍ، ونفكِّر بما قاله من دون تعصّب لما نعتنقه من رأي، وأننا حوّلنا ديننا المُفعَم بروح التّسامُح إلى عقيدة سياسيَة بعد أن كان عقيدة دينية تدعو إلى التّسامح، ونبْذ العنف، وتجمع كلّ الشّرائح الاجتماعيّة تحت مظلّة واحدة اسمها الوطن.