المقالات
شركاء الصندوق الصحي وأصوات مرضى الكلى!
عبد القادر عوض رضوان
كنت أتابع بشغف ما نشرته صحيفة مكة حول إطلاق القطاع الصحي الخاص نحو 1086 عملية جراحية وإجراءً طبياً في تخصصات متنوعة للفئات الأشد احتياجاً في مختلف المناطق، مقدَّمة من شركاء نجاح (صندوق الوقف الصحي).
كما تابعت ما أعلن عنه صندوق الوقف حول نقل 192 مريضاً بالفشل الكلوي الى مراكز غسيل الكلى عن طريق مركز “فريق واحد” للرعاية الطبية والنقل الاسعافي الذي جاء بالشراكة مع القطاع الصحي الخاص، بهدف تسهيل وصول مرضى الكلى للخدمات الصحية وتخفيف أعباء النقل عنهم وعن أسرهم.
لقد حملت هذه المبادرة الكثير من الأبعاد والدلالات الإنسانية وجسّدت الأدوار المحورية التي يمكن أن يساهم فيها القطاع الخاص في خدمة المجتمع من خلال الاضطلاع بمسؤولياته والتوسع في شراكاته ومبادراته التي تثري أدواره التنموية والمجتمعية التي تساهم في تعزيز جودة الحياة وتحقيق مستهدفات الرؤية التنموية 2030.
ولعل هذه المبادرة ذات الأبعاد الأخلاقية التي تشكل قيمة مضافة للعمل الاجتماعي تحفِّز القطاع الخاص على تقديم مزيد من المبادرات التي تدعم أداء القطاع غير الربحي وتعزز برامجه ونشاطاته في خدمة المجتمع، من خلال التوسع في توقيع الشراكات التي تلبي حاجات الفئات المستفيدة من خدمات القطاع ضمن منظومة من العمل التكاملي القائم على تبادل المنافع التي يتبلور من خلالها استشعار المسؤوليات الاجتماعية وأداؤها.
لعل هؤلاء الشركاء الصحيين يوثقون أيضاً لشراكات مع مراكز الغسيل الكلوي الخيرية التي يستفيد منها الكثير من المرضى المحتاجين، ليتم من خلال تلك الشراكات تزويد تلك المراكز الطبية الخيرية بحاجاتها من الكوادر الطبية والأدوية والأجهزة اللازمة لإجراء جلسات الغسيل الكلوي، أو تقديم الرعاية النفسية والتثقيفية للمرضى، أو استيعاب المرضى المسجلين على قوائم الانتظار لعدم قدرة تلك المراكز على استيعابهم.
أقول ذلك من واقع معايشة لمست من خلالها حجم الجهد والعطاء الكبير الذي يقدمه مركز هشام عطار للغسيل الكلوي ومركز عبد الكريم بكر الطبي التابعان لجمعية البر بجدة واللذان قدّما أكثر من 550 ألف جلسة غسيل كلوي وينتظم فيهما مئات المرضى الذين يتم خدمتهم من خلال 80 جهازاً للغسيل الكلوي.
وحتى يكتمل عقد العطاء ويتزيّن بمنظومة الأداء التكاملي.. هذه دعوةٌ للقطاع الخاص الصحي لتعزيز خدماته المجتمعية وتوسيع شراكاته من خلال دعم هذين المركزين وغيرهما من المراكز الخيرية حتى نثري العمل الاجتماعي بالمزيد من التفاعل وحتى نبقى نموذجاً للمجتمع المسلم الذي ينتصب كالبنيان يشد بعضه بعضاً.
*المستشار الإعلامي لجمعية البر بجدة