المقالات

السماء لاتمطر ذهباً

المدينة المنورة _ ليلى الجهني

نعم السماء لاتمطر ذهباً ولا فضة فكل متكاسل لا يسعى إلى طلب الرزق يقال له مثل هذه العبارة التي اعتادت عليها الألسن في النصح .
نجد أن البعض عبء على من حوله يلقي باللوم على غيره فيما يعاني ويكابد دون أي حِراك وكأن الناس كلهم مذنبون فيما هو فيه كثير الشكوى والتذمر يرى الناس تجاهد في طلب الرزق والعمل وهو ينظر إليهم دون أن يعطي نفسه فرصة البحث والسعي في فجاج الأرض
متناسياً قصصاً عما لاقاه السابقون من ضيق العيش وضنك الحياة وشح الموارد .
ولعل في قصة الصحابي عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أروع الأمثلة والعبر في التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب والبحث مع الصبر والمجاهدة في طلب الرزق
فقد جاء عبد الرحمن بن عوف مهاجرًا وآخى بينه النبي ﷺ وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فقال له سعد بعد المؤاخاة: “يا عبد الرحمن عندي زوجتان، فانظر إحداهما أعجب إليك فأطلقها، وإذا اعتدت تزوجتها”. وعندي مال، فأنا أعطيك شطر ما معي”فقال له عبد الرحمن: “بارك الله لك في أهلك ومالك، لا حاجة لي في هذا، دلوني على السوق”، فدلوه على السوق، فاشترى أقطًا وسمنًا، فجعل يبيع ويشتري حتى أغناه الله، ثم تزوج بعد مدة قليلة، فجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعليه أثر الزواج، فقال: مهيم، فقال تزوجت امرأة من الأنصار، قال ما أصدقتها؟ قال: وزن نواة من ذهب، قال: بارك الله لك، أولم ولو بشاة، ثم لم تزل أمواله تكثر من التجارة والمغانم .
فترك المشاركة في المال وفي الزوجتين لسعد بن الربيع، واكتفى بالعمل والبيع والشراء حتى أغناه الله، وفي الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل أي الكسب أطيب؟ فقال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور، هكذا أجاب النبي ﷺ لما سئل أي العمل أفضل؟ فقال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: ما أكل أحد طعامًا أفضل من أن يأكل من عمل يده، وكان نبي الله داود يأكل من عمل يده عليه الصلاة والسلام.
هذه القصة وغيرها كثير تدل دلالة واضحة على أهمية العمل والمثابرة وعدم الانشغال بأمور لا جدوى منها فالانشغال والعمل يحسن من الظروف المعيشية والاجتماعية وايضاً يكسب الشخص مهارات حياتية متعددة وهذا يبدوا جلياً في الاشخاص الذين لديهم اختلاط بالناس في جميع المجالات .

 

مقالات ذات صلة

إغلاق