المقالات

رحلة الموقف الانساني

بقلم إبراهيم بن محمد السياري

في يوم السبت الماضي تشرفت بدعوة كريمة من أحد الأصدقاء الذين أعتز بصداقتهم فهو زميل دراسة ورفيق درب ووفائه معي يفوق وفاء أقاربي وحيث إنه لايحب أن يذكر اسمه ولاتذكر مكارمه .
فهو رجل حباه الله بحسن الخلق والتواضع الغير مصطنع وذو كف ندي ومخلص لمن حوله وفوق تلك الصفات لديه أطباع العرب الأقحاح لأنه يمتلك مجموعة من الابل بارك الله له فيها ورزقه الله من غيث السماء مايكفي لاطعامها وقد وضع حولها مساكن متنقله له ولضيوفه والموقع برمته جميل ؛ لأنه يحتوي على أماكن للجلوس مكيفة ومكان للنوم ومكان للطعام وهذا الرجل يعتبر أحد أكبر رجال الأعمال محليا ودوليا .
الطريف في الأمر أنني ذهبت إلى منزله في الصباح الباكر في نفس اليوم الذي أشرت إليه ووجدته في انتظاري مع مجموعة من أصدقائه وذهبنا سويا في رحلة برية عن طريق ديراب ثم محافظة ضرماء وبعد ذلك سلكنا طريق بري إلى حدود مركز رغبه ووصلنا الموقع الذي وصفته آنفا وأكرمنا أيما اكرام جزاه الله عنا خير الجزاء وبعد صلاة العصر نوينا الرجوع إلى الرياض كان أحد المرافقين قد أخذ له قيلولة في مكان من ضمن الكمب وعندما استيقظ من النوم خرج من محل نومه وكان مرتفعا عن الأرض حوالي ٤ أمتار وله سلم حديدي فما كان من ذلك الرجل المسن إلا وسقط مع السلم وتعرض لإصابات بليغه في جسده وعند إذن ركبنا سويا والمصاب معنا في سيارة الشيخ الخاصة يقودها بنفسه مسرعا وتوجهنا لمستشفى محافظة ضرما العام .
أصر الشيخ أن يتابع حالة المصاب بنفسه وقد تكون شهادتي مجروحة في محافظة ضرما لأنني ولدت فيها ولكن ذلك الصرح الصحي مستشفى ضرما العام والعاملين فيه يعتبر مفخره ويحكي كرم الدولة أيدها الله مع مواطنيها لأنه مكون من مبنى جميل والامكانية الطبية متوفرة به والعناية به فوق الفائقة .
كم كنا فخورين بما قدم لذلك المصاب من عناية طبية وكم كنت فخور بذلك الرجل الذي تشرفنا بأن كنا في معيته بتلك الرحلة بأنه جلس يتابع حالة المصاب من بعد صلاة العصر إلى الساعة السابعة والنصف مساءا إلى أن اطمئن على حالته الصحية بموقف إنساني فريد من نوعه وبتواضع مشهود اتصف به ذلك الرجل العملاق فشكرا للحميع وكانت رحلة جميلة مليئة بالكرم وحسن الاستقبال والإنسانية.
أقدم تقديري لدولتي الغالية واعجابي بجهود وزارة الصحة على كريم دعمهم ووفائهم في تأدية واجباتهم كما أوصاهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه
وسيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه عراب رؤية ٢٠٣٠ الوطن الطموح والاقتصاد المزدهر والمجتمع الحيوي
أدام الله الأمن والأمان لهذه البلاد وحفظ لها حكومتها الرشيدة ورغد عيشها.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق