المقالات

التواصل الإجتماعي وتراجع القيم

 

بقلم سعد آل محسن

انتشر كثيراً على مواقع التواصل الإجتماعي الجدال العقيم في القضايا التافهه من مرتاديها بسبب أن بيئة السوشال ميديا تعتبر بيئة محفزة للتجاوزات وتشكل مناخاً سلبياً غير نافع خاصة لفئة الشباب من الجنسين يتبارون في الجدل العقيم غير المجدي، ودافعهم هو عدم وجود ضوابط صارمه تحد من ذلك:
حيث يعتبر تدخل الحكومة الصارم في ضبط المؤثرين في مواقع التواصل الإجتماعي لتقديم المحتوى الملائم للمجتمع، الذي ينعكس من خلاله على شكل المجتمع وهويته.
كلنا يعلم أن هناك شخصيات مؤثرة كثيرة حول العالم المحيط بمجتمعاتنا العربية المسلمة، ولكن يجب أن تتأخذ الحكومات أقوى الطرق لتفادي سقوط مجتمعاتها في التفاهات، والترهات.
أذكر قبل عقدين من الزمن أو أكثر كان الإعلام في السعودية يقدم محتوى يرتقي بعقل المتلقي، وكان لها تأثيرها الواضح على مصلحة المجتمع العامة.
لذا فإن فرض محددات يعبر من خلالها الأشخاص عن وجهات نظرهم سواء في المحتوى الذي يقدمونه، أو القضية التي يناقشونها هي:
١/الإلتزام بمعايير الإسلام بعيداً عن الغلو.
٢/الإعتماد على الأولويات، وتغليب المصلحة العامة، والخاصة التي قد تتحقق أو تزول بسبب المعالجة الحقيقية للقضية التي يناقشها مقدم المحتوى.
ولا نهمل جانب السلوك والتصرفات التي تدفع كثير من مرتادي التواصل الإجتماعي بالخروج عن السمت المجتمعي، والتخلف عن القيم الإسلامية، ومالا يختلف عليه إثنان، فإن أغلبهم هدفهم الوحيد الحصول على المال، وخاصة بعد تطور التقنية ودخولها القوي في تحقيق الكسب المادي بضغطة زر، والبضاعة غير مكلفة كثيراً، مجرد عرض أجساد، وعرض للملذات، وخاصة إن هذين العنصرين هما الوسيلة القوية لنجاح تجارتهم بإستغلال الغرائز التي هي أقوى ما لايستطيع المرء، وخاصة فئة الشباب من السيطرة عليها.
فأرى أن الحكومات هي الأقوى في تفادي سقوط مجتمعاتهم في براثن التفاهات المنتشرة على السوشال ميديا بالمتابعة الدقيقة بما يتجاوز ٧٥% على الأكثر.
فإذا كثر المتورطين، وتطبقت العقوبات، ودعم الإعلام الرسمي للدولة القضايا كالتشهير بالمخالفين ونحوه تقلصت كثيراً من التجاوزات.
وفي السعودية بدأ يأخذ هذا الأمر منحنى متقدم جداً.
وبما أننا مسلمين فإن التقيد بالقيم الإسلامية، وإحترام عرف المجتمع، والإبتعاد عن تقليد المخالفين لدينهم وسمت مجتمعاتهم، ومحاربة الشاذين دينياً، أو سياسياً، أو ثقافياً، أو فكرياً، من أبناء المجتمع نفسه، بالتصدي لهم وفق قيم الإسلام والقوانين، وذلك لا يحدث حتى يستشعر مقدم المحتوى إعتزازه بمبادؤه وقيمه، فإن كان كذلك فإنه يقدم مايزيد من متانة سمت مجتمعه.
قد يتساءل البعض:
لماذا لايتم ذلك إلا بالتدخل الحكومي، لماذا لا تكثف التوعية مثلاً ؟
لأن التوعية وحدها لاتكفي للسيطرة على الشاذين، لأن الشاذ لا يكترث للنصح، ولا تردعه إلا قوة القانون.

مقالات ذات صلة

إغلاق