المقالات

” الناس والزمن “

 

بقلم / د. إلياس سيدعالم عبد الكريم

الحلقة الثالثة

الفئة الثالثة : الناس والمستقبل

الفئة الثالثة من الناس هم من يحبون المستقبل والتخطيط له، هذه الفئة تعشق كل جديد، ويلهثون وراء كل مستحدث ويرغبون في تطوير كل شيء، أهم موضوع عندهم هو : التخطيط وبخاصة التخطيط الاستراتيجي أو بعيد المدى
يحبون إعداد العدة وحشد الموارد للمستقبل، هؤلاء حالمون، خياليون، يبحثون عن كل جديد في العلم والمخترعات والابتكارات، يجدون لذة عارمة في تجاوز الماضي والتعالي على الحاضر والقفز إلى المستقبل، ومثلهم في الحياة: لكل من يعاني ألما اليوم، غداً يوم آخر.

ولا يحبون البكاء على الأطلال ولا على اللبن المسكوب يغمرهم التفاؤل، يحبون مشاهدة أفلام الخيال العلمي والفانتازيا وما وراء الطبيعة، وكذلك يحبون قراءة الكتب العلمية والاختراعات والابتكارات والاكتشافات، لا يحبون الماضي ويتضايقون من معايشة من يعيش في الماضي، ويعتبرونهم ليسوا من أقرانهم ولا من جيلهم ويستغربون من حبهم للتاريخ وحنينهم للماضي وهم لن يستطيعوا استرجاعه ولن يقدروا على العودة إليه سوى في ذكرياتهم!، أما أشخاص الفئة الثانية وهم الذين يعيشون الحاضر فهم أقرب إليهم من أشخاص الفئة الأولى الذين يعيشون الماضي.

حيث إن أصحاب الفئة الثانية يريدون منهم أن يجعلوا الواقع المعاش أجمل بتوفير كل الرفاهية المطلوبة، ولكن هذه الفئة المبدعة تشعر بأن الواقع المعاش ليس عالمهم، وإنما عالمهم في المستقبل سواء القريب ( عدة سنوات ) أو البعيد الذي يحلمون به وإن الحياة حينئذ ستكون أجمل.

هذه الفئة تحب التغيير وتعشق التطوير وتحب السفر والارتحال لمشاهدة كل جديد ومعاينة كل مستحدث وتجريب كل المخترعات وأن يكونون الأوائل في ذلك، ويتركون كل ما قدم للفئتين الثانية ثم الأولى!!، يحلمون بعالم جديد من الاختراعات والابتكارات في جميع مناحي الحياة، ويستهويهم عالم المستقبل بكل ما فيه من غموض وخيال، ينشدون من الناس أن تنسى الماضي بكل أفراحه وأتراحه ويتجاوزون الواقع بكل أحداثه وأشخاصه ليصلون إلى المستقبل المنشود بكل اختراعاته ورفاهيته، يريدون عالما يحقق لهم كل أحلامهم وآمالهم، وأن هذا العالم سيكون الأجمل بلا شك لوجود كل مستلزمات الراحة والرفاهية، وينسون أن هذا العالم الذي يحلمون به ربما ينتهي في لحظة، كما بدأ في لحظة

وملتقانا الجنة إن شاء الله

نلقاكم على خير ومحبة

 

مقالات ذات صلة

إغلاق