المقالات

من يشتري أحلامي

الكاتبة : غلا المالكي – الرياض

من يشتري أحلامي يا أمي، بدينار، بدرهم؟
من ينتشلني من حضن الطريق.. من يا أمي؟
من يبني لي سقف الأحلام بيديه، ويشتري أحلامي.. من يا أمي؟
من يقف جواري؟
ظِلُّ الطريق يحرقني.. صمته يقتلني..
دُفِنَتْ طفولتي وأنا أتَمْتِمُ للعابرين من يشتري أحلامي؟
ما زلت على قيد الحياة، وقيد الأمل، أمل أن يحتضنني وطني، وتذبل الأحزان في عينيّ..
فلتسقط كل الابتلاءات كأوراق الشجر في خريف عمري..
سأخبر الأوراق عن سرِّ دمعي المسكوب على قطع الحلوى..
سأخبر الأيام عن برودة الشتاء في شارع يتيم فقد الدفء والفرحة..
سأخبر سطوري عن قصة الياسمين، عن ضفائر أمي التي باعتها بثمن بخس لتشتري لي بقايا أحلام من طفولتي..
سأخبر الصفحات عن نسائم وطني الذي اختنقت بين ركامه..
وسأخبر العالم عن قوافل العائدين..
سأعانق أُرجوحتي المتهالكة ذات يوم بشجرة الياسمين، وتشرق شمسي..
سأقطف من ربيع أيامي الثمار..
سأعبر شارع الحنين المملوء بالدماء..
تستوقفني تلك الطفله بائعة الحلوى “ياسمين “، تُتَمْتِمُ من يشتري أحلامي..
سأقِيْلُ عثراتها، وأبدّد حزنها، وأمسح دمعها..
سأبيع أحلامي في شارع الياسمين، وأشتري لها قطعه حلوى..

 

مقالات ذات صلة

إغلاق