المقالات
الناس والزمن …
بقلم/ د. إلياس سيدعالم عبد الكريم
الحلقة الأولى
الزمن، وما أدراك ما الزمن؟ !!
الزمن إما ماض أو حاضر أو مستقبل، وللناس في الزمن مفاهيم وتعاملات مختلفة، وهم في ذلك على ثلاثة أصناف..
أولا : أناس يحبون الماضي هذه الفئة لديها حنين عجيب للزمن الماضي وعشق غريب لكل أحداثه وشخوصه وغزام لا يوصف لكل مقتنيات، حديثهم منصب، بشكل عام – على التاريخ، وتركيزهم على الماضي وأحداثه وخاصة إذا كان معاصرا له، وعاش أحداثه منذ سنوات، وتعاشر مع جيلين أو ثلاثة. مما يجعل الشخص الذي يستمع إلى حديثه يظنه وكأنه أكبر من عمره.
حنينه للتاريخ والشخصيات المؤثرة في صناعة الأحداث، حنين لا ينفك، ما يجعل استشهاداته كلها منصبة على استلهام العبر منها والمثل الذي يستشهد به دوما :
التاريخ يعيد ( يكرر) نفسه..
يترحم على الماضي وأيام زمان وجيل الطيبين. يجد متعته في الحديث مع من يشاركه نفس العشق للتاريخ والحنين للماضي، يستهويه كتب التاريخ والأعلام ويقرأ كل كتاب أو مقال يتحدث عن الماضي أو أعلامه، يحب مشاهدة الأفلام التاريخية ولا ينفك عن سماع الحكايات عن أحداث الماضي.
يتحدث كثيرآ عن القيم والأخلاق النبيلة والتصرفات الشجاعة والقرارات المصيرية، ويقارن بين الماضي ( بأشخاصه وأحداثه ) وبين الحاضر، لا يحب الخوض في المستقبل ويعتبر ذلك نوعاً من العبث، ففي رأيه لا يعلم الغيب إلا الله وحده، ينسى الحاضر الذي يعيشه بسبب كثرة ارتباطه بالماضي والحنين إلى ذلك الزمن الجميل.
وفي كل واقعة يجتر الذكريات ويستجلب الأحداث الشبيهة حتى يكاد يمل منه المخالطون له، ما لم يكونوا على غراره ونفس توجهات.
حديثه لأولاده وأسرته عن ماضيه وخلاصة تجاربه والفوائد المستقاة من خبراته. إنسان جميل، ما لم يبالغ في حكايات، ومفيد ما لم يكثر من ذكرياته، كم واحد منكم، أعزائي من هذه الفئة؟
يتبع..
الجزء الثاني : الناس والحاضر