المقالات

اختبار الذات والقدرات

في ذات يوم جميل الجو غائم ولطيف تتخلله بعض قطرات المطر الرذاذ الخفيف قررت الذهاب الى نقطة ما
ماشيا على الأقدام متزودا بما يجب ان يكون معينا على تلك الرحلة وبينما انا أسير على تلك القدمين والساقين النحيلتين اقلب نظري في خلق الله من مناظر جميلة وخلابة الخضرة والمياه ورائحة المطر والروائح العشبية الزكية وملذات الدنيا وزخرفها تتجاذبني الأفكار يمنة ويسرة وبعد قطع مسافة بعيدة ليست بالسهلة امضيتها في ذكر لله وتفكر وتمعن في كل ما وقعت عليه عيناي من خلق الله وأيضاً ما امضيته من وقت في السير استحث الخطا تارة ومتمهلا تارة دون توقف وقد انتصف النهار اجتالتني فكرة العودة والرجوع عن نقطة النهاية المحددة مسبقاً وهذا من عمل الشيطان والعياذ بالله
وبينما انا كذلك بين مد وجزر قررت المضي قدما لتحقيق الهدف وبلوغ المراد واحراز نتيجة مرضية لاثبات الذات والقدرة على التحدي وقوة التحمل واجتياز الصعوبات وعدم التراخي والتخاذل او النظر الى الخلف مستعينا بالله العلي القدير وبينما انا كذلك وقد مالت الشمس
ودنت وقربت من المغيب مؤذنة بغروب يوم جميل ومساء بهيج سعيد تحفه تجليات ونفحات الرحمن القادر المتصرف في الكون المعين لك على حسن عبادته وشكره وذكره وعافيته ورضاه
واحساسي بالتعب داهمتني فكرة رحلتك أيها الإنسان في هذه الدنيا ما هي الا مسيرك من بداية النهار الى غروب ذلك اليوم إذانا بالرحيل ودنو الأجل وبلوغ نقطة النهاية وقضاء ما شاء الله ان تقضيه من عمر افنيته في الإستعداد لهذه الساعة ويالها من ساعة انها ساعة الصفر والرحيل وتوديع هذه الدنيا الفانية فياترى ماهو زادك الذي حملته معك في هذه الرحلة القصيرة وان طالت في نظرك فالسعيد من كان زاده خيراً يسره ووجده في ميزان حسناته فمسارعة الخطا الى الآخرة هي حياتك والواجب عليك ومداومة العمل دون انقطاع
يقول تعالى (وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين)
وقال تعالى (واعبد ربك حتى ياتيك اليقين)
اي مستمر على العبادة دائبا دون انقطاع
اخي الحبيب بارك الله فيك اعلم ان السفر بعيد والعقبة كأود فتزودوا وان خير الزاد التقوى
اللهم متعنا بعافيتك ورضاك وذكرك وشكرك وحسن عبادتك  وبلغنا جنتك ووالدينا والمسلمين يارحيم وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.9/1/144‪4
?️علي جرادي المطربي

مقالات ذات صلة

إغلاق