فن وثقافة

“\u0627\u0644\u0639\u0632\u0641 \u0639\u0644\u0649 \u0623\u0648\u062a\u0627\u0631 \u0627\u0644\u062d\u064a\u0627\u0629 “

 

دكتوره /اميرة كامل
دكتوره بأكاديمية الفنون المعهد العالى للنقد

المُرقّمون تجسد نظرة فسيحة وثراء فكر وقوة فنية”
المُرقّمون تأليف الكاتب الألماني ” الياس كانتى” ( ١٩٠٥-١٩٩٤)قدمها فريق كلية هندسة المطرية على مسرح متروبول ضمن فعاليات المهرجان القومى للمسرح في دورته الخامسة عشر من إخراج : يوسف نبيل ،

القصة : تدور أحداث المسرحية حول مجتمع المُرقّمون ذلك المجتمع الذي يرفض الواقع الذي جبل عليه بل ويرفض الطغيان ، فجميعهم ومنذ ولادتهم حياتهم مرهونة بأعمارهم ولذلك اسماءهم الذين يعيشون بها هي مجرد ارقام .. الجميع موقنون هم مجرد اعداد يسيرون على قدمين والكل معلق في رقبته مدلاة أو قلادة تلك القلادة محدد بداخلها عمر الشخص الذى سينتهى بمجرد فتحها وليس فى استطاعته هو ان يقوم بفعل هذا ولكن هناك قوة عليا هى التى تتحكم فى تلك المسألة.. و الوحيد الذى فى استطاعته أن يفتح تلك المدلاة بعد وفاة احدهم وهو الحافظ الذي يطلب منه احد افراد المرقمون وهو رقم خمسون.. هذا الرقم الذى تمرد على الواقع ورفض الاستبداد والقهر الواقع عليهم وكشف عن ستار الظلم وهو الوحيد الذى استطاع أن يكشف عن سر المدلاة فقد طلب أن يزيد في عمره ولو يوما اخر وان لا تنتهى حياته فى تلك اللحظة التى حددها له يرفض المرقمون تلك الحياة المرهونة بلحظة وفى النهاية وبعد كشف المستور اكتشف الجميع ان مدلاتهم فارغة ولا سبيل من الرضا والامتنان ” ممتنون ممتنون وراضون ” اى خنوع واى خضوع يعيشه الإنسان المرهونة حياته بلحظة ..
كيف يعيش الإنسان مستمتعاً بحياته وهو يعرف أنه ستأتي لحظة وينتهى كل شىء .. هكذا قدم العرض الذى يحمل بالفعل فكرة ثرية ووجودية في ظل مجتمع عبثي

الإخراج : فقد استطاع المخرج أن يقدم عرضا ينم عن فكر ووعى وذلك من خلال فضاء خشبة المسرح وتشكيلاته في الفراغ بالإضافة إلى سينوغرافيا العرض التى كانت ترمز الى اوتارا يعزف عليها المرقمون وهى قد كانت بمثابة دلالة على اوتار الحياه التى يعيشونها… وطول الوقت اغلبهم يمسكون بطرف الحبل او الوتر الذى لا يعرفون نهايته… وقد اتقن المخرج الفكرة بالإضافة إلى رسم الحركة
ولكن مايؤخذ عليه هو تسكين الشخصيات داخل العرض فقد كانت الشخصيات الذين يقومون بالاداء لا يدرسون الشخصية بعمق ولا يهتمون باتفاقياتها أو حتى انفعالاتها مما ادى الى انهم كانوا يلقون الكلام بلا احساس بالإضافة إلى مخارج الألفاظ فقد كانت الكلمات غير واضحة تنثر فى الهواء وبالتالى كان المتلقى يبذل جهدا حتى يستطيع ترجمة ما يقال او حتى يربطه بالصورة المرئية وفى رأيى أن العرض كان لابد ان يختمر اكثر من ذلك خصوصا انها فكرة ثرية كما قلت من قبل

الملابس : أما عن ملابس الشخصيات ارى انها كانت ملائمة بالوانها الرمادية التى تعبر عن الحالة التي يعيش فيها المرقمون بالاضافة الى الكتابة عليها الارقام باللون الاسود ..

الموسيقي : كما اثنى على المخرج فى استخدامه للموسيقى والأداء الحركي والتكوينات التي قام بها واستغلال فضاء خشبة المسرح بالشكل الذى ينم عن وعيه ، وعنصر الإضاءة والذي يعبر عن مكنونات الشخصيات وأفعالها فقد كان موفقا اغلب الوقت باستثناء بعض الالوان التى كانت لا تنطبق أحيانا مع الفعل داخل المشهد المسرحى .. وفى المجمل تجربة تستحق المشاهدة وتستحق العناء ولا أنكر أن فكرة العرض هى كانت الأهم وهى البطل الحقيقى

يُشارك عرض “المرقمون” فريق هندسة المطرية جامعة حلوان في دورة “المخرج المسرحي”، والعرض تأليف إلياس كانتي،
الممثلون هم :بيمن سامح وميار عادل وهاشم محسن وهشام الدميري وابانوب نادي وأدهم كساب وعمر الشريف وياسر محمد وسما طارق وجمعة إبراهيم وسيف محمد وفاطمة صلاح وندى سامي ومريم أحمد ويارا أحمد وعلى مصطفى وسعيد جمال ومحمد حسن وعبد الوهاب محمد والسيد محمد ووليد علاء،

تصميم ديكور عزيز برعي… وأشعار وتحريك حركي مصطفى ياسر،
الموسيقيون أحمد يحيى إيقاع وكيرلس عادل كمان، بقيادة شريف أشرف،
ملابس ورشة فريق مسرح هندسة المطرية بقيادة هاجر صلاح، مكياج نوح عصام، وقام بتصوير العرض فوتوغرافيا المبدع أمجد صابر وطارق السعيد، تصوير فيديو ميشيل رمسيس، دعاية أبانوب نادب
، تنظيم اتحاد الطلبة، أمين اللجنة الفنية هشام الدميري، رئيس الفريق بيمن سامح، ساعد في الإخراج عبد الرحمن غريب، العرض تأليف الياس كانتي،
دراماتورج وإخراج يوسف نبيل.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق