المقالات
الابتكار والاختراع وحقوق الملكية الفكرية
بقلم الاستاذ/ عبد الله بن سليمان الباهلي تحظى حقوق الملكية الفكرية، على المستويين المحلي والخارجي، باهتمام كبير وعناية خاصة تزداد أهميتها يوما بعد يوم، خاصة في ظل تسارع الخطوات نحو التحول التقني والرقمي، حيث يأتي كل ذلك تحت منظومة الإنتاج الفكري، والإبداعي الذي ينتج عنه الاختراع والابتكار، والذي يظهر الكثير منها في أشكال إبداعية مبتكرة، تكون لها نتائج إيجابية مستقبلا. إن اهتمام المملكة وغيرها من الدولة بحماية الاختراعات والابتكارات، يأتي نسبة إلى الأهمية البالغة الأثر للأعمال الفكرية التي تتحول إلى مخترعات وابتكارات، تقود إلى نتائج تصب في مصلحة المجتمع بصورة عامة وتحقق له فوائد عديدة، حيث تعمل الهيئة السعودية للملكية الفكرية على تنظيم مختلف مجالات الملكية الفكرية في كافة مناطق المملكة، كما تعمل على دعمها، ورعايتها وتنميتها، وحمايتها، وتجويد أدائها، وفقا لأحدث الممارسات والمواصفات على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وعندما أتحدث عن المخترعات والابتكارات فليس بالضرورة أن تقوم بها شركة، أو مؤسسة، أو جهة اعتبارية، لكن يمكن أيضا للأفراد الذين يمتلكون مواهب وقدرات فكرية عالية، أن يبتكروا ويخترعوا مخترفات ذات فائدة، أو أن يقدموا أفكارا مبتكرة تقود لإنتاج منتج جديد، أو تقديم خدمة جديدة بطريقة مبتكرة تقلل من الجهد والوقت وتحقق الفائدة لعدد كبير من شرائح المجتمع. وما يشجع ويحفز على ذلك، هناك عديد من الكيانات في القطاعين العام والخاص في المملكة، تقوم برعاية الأفكار الجديدة لتحولها إلى سلعة، أو خدمة، كما تقوم في ذات الوقت برعاية الموهوبين والمخترعين، وتساعدهم من خلال رعايتهم، حتي يتم تحقيق تطلعاتهم المستقبلية. ومن هذه الكيانات حاضنات ومسرعات الأعمال في القطاعين العام والخاص، حيث تقوم وفقا للمفهوم الجديد لريادة الأعمال برعاية واحتضان رواد الأعمال الذين لديهم أفكار مبتكرة ، أومشاريع ناشئة مازالت في بداية انطلاقتها، لتقوم برعاية هؤلاء الرواد وتقدم لهم كل مايلزم من تدريب، وتنمية وتطوير قدراتهم وأفكار مشاريعهم، كما تساعدهم أيضا من أجل الوصول للتمويل اللازم، سواء تمثل ذلك في جهات ممولة، أو رجال أعمال ومستثمرين، والذين بدورهم يستثمرون أفكار، أو مشاريع هؤلاء الرواد ليتم تحويلها إلى كيانات منتجة تنتج خدمات، أو سلعا. بجانب ذلك، فإن أفكار ومشاريع هؤلاء الشباب، أو رواد الأعمال يتم توفير الحماية اللازمة لها، وذلك وفقا لقوانين حماية حقوق الملكية الفكرية، التي تحمي براءات الاختراعات، والابتكارات والعلامات التجارية، وهذا أمر معروف عالميا. وتتمثل أهمية رعاية الاختراعات، والابتكارات، الناتجة عن الأفكار المبتكرة، والتي يتم تحويلها إلى مشاريع، في أن لها بعد اقتصادي مؤثر، لأنها توفر مصادر دخل غير تقليدية وتشجع العمل الحر خاصة للكوادر الشابة، وهذا يعني أنها تسهم بقدر معقول ومقبول في القضاء على البطالة، وذلك بعيدا عن الوظائف التقليدية، سواء تلك التي يوفرها القطاع العام، أو الخاص، حيث نجد أن منصات بعض المشاريع مثل أمازون وعلي بابا، نتجت عن أفكار مبتكرة، بدأت صغيرة ثم تطورت حتى أصبحت مشاريع عالمية، فكل شيء يبدأ صغيرا وينمو ويتطور، بفضل الرعاية والعناية ليصبح كبيرا، ذو شأن عظيم يفيد المجتمع.
|