المقالات

مقومات ومرتكزات السياحة في المملكة

بقلم الأستاذ/*عبدالله بن سليمان الباهلي
@ebinsulaiman

مقومات ومرتكزات عديدة تمتلكها مملكتنا تجعلها إحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية، من حيث الجذب السياحي، ومركز إقليمي وعالمي للسياحة، أبرزها الموقع الإستراتيجي المميز، الذي يربطها بثلاث قارات، بالإضافة لامتلاكها لمعالم سياحية وتاريخية وأثرية، وموروث حضاري عتيق ممتد لأكثر من 3 قرون، فضلا عن مواردها الطبيعية الهائلة.
وكذلك من أبرز المرتكزات السياحية لدى مملكتنا، ضم «اليونسكو»، لــ 6 معالم تاريخية وسياحية وحضارية للمملكة إلى قائمتها العالمية، وهي مدائن صالح، حي الطريف في الدرعية، الرسوم الصخرية في حائل، واحة الأحساء، آبار حمى في نجران، جدة التاريخية.

إن المقومات الهائلة، والإرث الحضاري والمقومات الطبيعية التي تمتلكها المملكة، إضافة إلى اهتمام «رؤية المملكة 2030»، بالمحافظة على الإرث الحضاري والتاريخي والثقافي العربي والإسلامي للمملكة، بهدف ترسيخ قيم المملكة، وكذلك الانفتاح السياحي نحو دول العالم، والذي أطلقته المملكة قبل نحو أكثر من عامين دعما السياحة الداخلية، كل ذلك خلق قاعدة أساسية قوية لتنطلق المملكة منها نحو غاياتها لتصبح وجهة عالمية مرموقة للسياحة.

ومما زاد من أهمية السياحة الداخلية الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، التي أطلقها سمو ولي العهد-حفظه الله- خلال الفترة الماضية والتي تمثل إحدى إبرز الأدوات والآليات الفاعلة لدفع عجلة الاستثمار في قطاع السياحة، وتحويل الإرث الحضاري والتاريخي لاستثمار سياحي حقيقي يتمثل في مشاريع سياحية دعما لمفهوم السياحة الداخلية، ومن هنا يأتي دور القطاع الخاص، المحلي والأجنبي ليقود هذه المشاريع، وذلك بعد أن هيأت له الجهات الرسمية في الحكومة سبل التمكين لتنفيذ مشاريع سياحية نوعية داعمة للسياحة الداخلية.

كما أن قيام وزارة السياحة بإطلاق إستراتيجية السياحة الرقمية في المملكة، خلال العام الحالي، يأتي ضمن خطط وبرامج الحكومة لتنمية قطاع السياحة المحلية،
وذلك لأن تنفيذ مفهوم السياحة الرقمية في المملكة سيساعد كثيرا على إثراء جهود الإسراع في بناء قطاع السياحة في المملكة، بما يتوافق مع التطور الرقمي الكبير الذي تشهده المملكة ويشهده أيضا العالم كله، فضلا عن ذلك، فإن إستراتيجية السياحة الرقمية تأتي متماشية مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تستهدف وضع المملكة ضمن أهم الوجهات السياحية في العالم، لتكون تجربة ملهمة لقطاع السياحة، على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وهناك عامل آخر في غاية الأهمية ويسهم في دعم مستهدفات السياحة الداخلية، أو كما يطلق عليها البعض السياحة المحلية، ويتمثل ذلك في الحرف والصناعات اليدوية المحلية، حيث تعتبر منتجات الحرف اليدوية إحدى عوامل جذب السيّاح من مختلف دول العالم، بجانب ذلك فإن دعم السياحة الداخلية يعمل على خلف فرص وظيفية جديدة لأبناء وبنات الوطن، خاصة وأن عددا من شركات قطاع السياحة بدأت في تقديم خدمات سياحية لسياح الداخل والخارج، بطريقة احترافية، نأمل أن يصب كل ذلك في خدمة اقتصاد المملكة الذي يعتبر ضمن أفضل 20 اقتصادا عالميا، في إطار منظومة الاقتصاد العالمي.

مقالات ذات صلة

إغلاق