المقالات

إراقة مفهوم الأدب : ماهو الأدب التقليدي ؟ وهل أراق المتسلقين مفهومه ؟

 

 

بقلم / شوق السماعيل

ينص الأدب على كونه أحد أشكال التعبير عن سرائر الإنسان ومكنوناته بأشكال مختلفة من السرد ، حيث يُضمر عن مجمل عواطفه ومشاعره ، وما يساوره من أفكار ، أو حتى بثّ معتقدات شخصية والولوج إلى ظواهر إجتماعية تستدعي الطرح والمشاركة .

للأدب أنواعٌ عديدة وفروعٌ كثيرة تشرّع للأديب القدرة على ما يعجز عن إفصاحه ، وتتيح له فرصة تنظيم أفكاره وعرضها عرضاً يلائم تكلفتها ووزنها الأدبي ، ويتوافق مع الذائقات الأدبية المختلفة ، دون المساس بأي نقطة قد تتخلل الطرح ، وبما يرتبط إرتباطاً وثيقاً باللغة .

فالنتاج الحقيقي للغة الثقافة ، مستويات الوَعي والمعرفة ، يكون محفوظاً ضمن أشكال الأدب وتجلياته ، حيثُ تنعكس الصورة الحقيقية للأفكار ، والتي تتنوع بإختلاف المناطق والعصور وتشهد دوماً تحوّرات على مرّ الأزمنة .

كيف للمتسلقين أن يسفكوا بمفهومه الأصيل ؟
يكمن ذلك في أشكال عديدة ؛ كـ إطلاق إسم أديب على من لا يبخص الأدب ، وأن ينال كتاب لا يحوي أي عبر ثقافية ومواعظ أدبية على قدر كبير من المبيعات ،

لماذا يؤثر علينا إقتناء مثل هذه الكتب ؟
وأن ننزل الناس بغير منازلهم ؟
لأن في ذلك هدرٌ للحرف العربي ؛ بثٌ للمهازل التي لا ترقى للمستوى الثقافي والأدبي الذي نرنو في أن يبلغه الفرد والمجتمع ، وفي ذلك سفكٌ لما يتناوله الأدب من قيِم وإثراء ، وطرح ما لا يحوي لذةً فنية أو أدبية يطمس هوية العلوم اللغوية التي رقى بها علماءنا وأدباءنا على مر العصور ، وإنتشار ما يركز على المتعة دون الفائدة ، حيثُ لا ثمن لكتاب لا يحمل في طياته أي مكاسب فكرية أو توعوية بإستثناء قضاء وقت ممتع بصحبته ،

إن أصل الأدب التهذيب والإستقامة ، وتقويم إعوجاج العقل وتلقينه ، وعدم حشوه بسفاسف الكلِم ، وهذا ما تظهره معظم الروايات التي وسع انتشارها في هذه الحقبة الزمنية ، حيث اكتظت الأرفف بما يؤجج الصراعات الهشّة والعاطفة المغلوبة والأحرف خالية المنطق ، ومن أشكال الحد من هذه الظاهرة الأدبية هو الحرص على تقديم إضافةً للتنمية الثقافية ، يتركز ذلك في جودة المحتوى الأدبي والطرح المعروض .
بالإضافة إلى السعي لخلق شرارة أدبية تُفضي بالحماسة والتجديد والمنافع من خلال تأليف الكتب والروايات التي تُضفي للساحة الأدبية الثقافية وتجعل منها تحرز تقدمات تُذكر .

مقالات ذات صلة

إغلاق