المقالات
قصة بعنوان ” ظلم المرأة يصنع المعجزات “
بقلم سفيرة الإعلام العربي د/ وسيلة محمود الحلبي |
عانت ” فاطمة .ق. ع ” كثيراً في حياتها من جور الأقارب وقهر الزوج ، حيث انتقلت من قسوة الطفولة إلى ظلم الزوج ، وأنجبت طفلها الأول وهي في سن الرابعة عشر ، وعاشت بين مطرقة الظلم في بيت أهلها وبين سندان القهر في بيت زوجها .
بدأت قصتها المؤلمة حين انفصل والديها وتركوها وحيدة تعاني القهر والظلم في حياتها ، وبعد زواج أبيها من أخرى رفضت زوجته أن تعيش معها ، مما دفع الأب لتزويجها وهي ذات الـ 14 ربيعاً من عمرها ، من رجل يكبرها سناً ، ليتخلص منها ويرضي غرور زوجته الثانية .
كانت تزور أمها كل حين وحين ، ولكن زوج أمها كان يكرهها ويكره أطفالها ، وبعد فترة طردها من البيت ومنعها من الدخول عليه وزيارة أمها .
وأصبح زوجها يتهكم على إهمال أهلها لها ، وعدم سؤالهم عنها ، وأصبح يتهمهم بكرههم لها نتيجة عدم سؤالهم عنها أو حتى زيارتها ، وتطور الأمر إلى الإهانة والضرب ، ما دفعها لطلب الطلاق بعد 8 سنوات من الحياة الزوجية القاسية التي كسرت كل مجاديف السعادة لديها ، وزاد الألم بعد أن أصبحت تعول ثلاثة أطفال .
قالت فاطمة والدموع تجرح وجهها : وهبني الله جيراناً أنقذوني من التشرد وتحملوني وأطفالي ” لوجه الله ” ، ولم يريدون من ذلك جزاء ولا شكوراً ، في وقت لم يكن والد أطفالي أو والدتي يسألون عن أحد منا ، عشت ظروفا قاسية جداً ومررت بالعديد من الصعوبات والمشاكل .
وبين الخوف والرجاء والظلم والقهر والعذاب والدموع ومناجاة الله منتصف الليل وبعونه تعالى استطعت التغلب على مشاكلي والظلم الذي وقع عليه وأيامي القاسية وأحسست أني انسانة أخرى ، وصممت على تحمل الصعاب والانتصار على الظلم والقهر حتى اعتمدت أخيراً على نفسي .
” فاطمة الإنسانة المعذبة في الحياة ”
بالرغم من تعليمها المتواضع ، إلا أنها بحثت عن وظيفة لتوفير لقمة العيش لأبنائها فاتجهت نحو سوق العمل لتعمل موظفة في أحد المتاجر ، إلا أن مشكلة المواصلات وقفت عائقا أمام مواصلتها العمل .
ثم توجهت إلى محل بيع المستلزمات النسائية ، ولكن العمل لفترتين كان مرهق لأم مثلها تحمل هم أبنائها ، ولكنها صبرت وحاولت التوفيق بين متطلبات أطفالها المادية والاجتماعية ، رغم أن حالة القلق عليهم كانت لا تفارقها أبدا ، وكان قلقها عليهم يؤثر أحيانا على عملها في المتجر ، ولكنها صبرت وتحملت وكافحت من أجل أبنائها .
صقلت شخصيتها وأصبحت قوية وذات إرادة ، فالمواقف الكثيرة التي واجهتها والانخراط مع الزبائن زادها ثقة في النفس ، وقوة في الشخصية ، وانعكس ذلك على تعاملها مع أبنائها ،الذين تحملت مسؤوليتهم وتربيتهم .
الآن تشعر بالفخر لأداء عملها واحتضانها أبنائها كما أنها تشعر بالسعادة لنجاحها ، ولأنها لم تضعف أمام مصائبها ، بل عملت المستحيل لتنتصر عليها وأثبتت وجودها وحفظت أولادها من الضياع والتشرد .