فن وثقافة

حوار خاص مع فاروق فلوكس: هذا هو الشخص الوحيد الذي تذكرته وأنا أشعر بالموت

 

كتبت: ريهام طارق
هذا هو الجزء الثاني من حواري مع الفنان القدير فاروق فلوكس، ويتكلم فيه عن تفاصيل خاصة عن حياة فاروق فلوكس الإنسان وعلاقته بعائلته.

_ إلى أين يهرب فاروق فلوكس ليجد راحته ومتعته الحقيقه؟
للأسف وسيلتي الوحيدة للمتعه والسعاده والهدوء ضاعت مني حاليا وهي حب القراءه الكتابه لأني أعاني من ضعف البصر مما يجعلني لا استطيع القراءه نهائيا، في القراءة والكتابة هم من كانوا ملاذي و كوكبي الخاص الذي اهرب له عندما أحتاج أن أشعر بالهدوء والسكينة وتفريغ طاقتي.

_ بمن تتفائل و متى تشعر أنك متشائم؟
كيف لي أن اتشائم من أي شيء خلقه الله، أنا شخص متفائل دائما واتوقع الخير من الله وافوض أمري إليه، وعندما استيقظ من نومي أول ما اقوله الدعاء إلى الله وأقول اللهم أجعل هذا اليوم نادي.

_ من هو الشخص الذي تستطيع أن تأتمنه على أسرارك؟
بعض اصدقائي الذي توفاهم الله وابنتي يسر هي من ائتمنها على أسراري حاليا.

_ لو امتلكت قوة العالم كله ما هو أول شيء ستقوم به؟
اسامح كل من آذاني.

_ ما هو أكثر شيئ مؤذي في حياتنا الآن؟
الماده.

_ هل ترى أن الماديات كانت سبب في تفكك الأسرة وتدمير العلاقات؟
هي سبب تدمير كل شيء جميل في حياة الانسان لو جعلها من اولوياته.

_ وهل لك وجه آخر غير وجهك الحقيقي يظهر في بعض المواقف؟
لم يحدث إني ظهرت بقناع مزيف أو وجه آخر غير حقيقتي.

_ هل تعتبر من يلجأ إلي وجه آخر للتعامل منافقا أم دبلوماسيا؟
اعتبره نفاق لو هذا سيلحق الأذى بالآخر أو الهدف منه مصلحه شخصيه، و اعتبرها دبلوماسية إذا كان الأمر يستلزم أن أتعامل بلطف وانني إذا استخدمت العنق يمكن أن يلحق الأذى باولادي.

_ ماذا لو قابلت العرافه ما هو أول سؤال تمتلك فضول شديد لمعرفة إجابته؟
لست جاهل لاسال عرافة لأعرف الغيب، وإذا قابلتها سأقول لها ما سيحدث لكي أنتي بعد ساعه.

_ هل أنت ديكتاتوري متمسك برأيك أم تلجأ إلى المشاورة وسماع الرأي الآخر؟
عمري ما كنت دكتاتوري أنا أتقبل رأي الآخر طالما في مصلحة المجموعة.

_ إذا وقعت في أزمة من هو أول شخص ستلجأ اليه؟
الجأ إلي صديقي أذكر في أحد المرات كنت في منزل والدي واغشي عليا في الحمام وانا استحم، ووقعت في الأرض مصابا بالاختناق، لأننا كنا في هذا الوقت لا نمتلك الغاز و كنا نستحم على وابور الجاز وطلبت من أمي ان تتصل بـ محمد عبده صديقي كان زميلي في الكليه و نزلت اختي الى الجيران لأننا نملك لا تليفون منزلي وجاءني على الفور هذا هو الشخص الوحيد الذي تذكرته وأنا أشعر بالموت وكنت على حق ولم يخذلني.

_هل الإحساس بالخذلان صعب؟
جدا وعندما أشعر به لا أفعل سوى أن أذهب إلي جامع السلطان حسين وادعي يا رب لو كان هذا الشخص خذلني عن قصد يوريني فيه يوم.
_ ما هو الفرق بين الظلم والخذلان؟
الاثنان وجهان لعملة واحدة وهي التخلي.

_ ماذا تابعت من الأعمال الدرامية التلفزيونية في الفترة الأخيرة؟
مسلسل “راجعين يا هوى” و”مسلسل ملف سري”.

_ من هو الفنان الذي رأيته يعود بقوة إلى مجال التمثيل؟
محسن محيي الدين عاد بشكل وأداء جديد وجيد.

_ما هو سر ملامحك الأوروبية؟
والدتي من أصول تركية ورثت عنها الكثير من الملامح والطباع أما والدي من أصول صعيدية كان صديقي المقرب وليس فقط والدي وكنت أحبه حبا شديدا و أراه أعظم أب في العالم.

_ كيف كانت علاقتك بوالدك؟
والدي كان طيب جدا وكان شديد الحرص على تعليمي وحلمه أن أكون مهندس، رباني على المناقشة والتعبير عن الرأي والحرية وعزة النفس والاعتماد عليها، أيضا علمني الصدق والامانه ونشأت على حرية الرأي، والشجاعة والقدرة على إتخاذ القرار لا أتذكر يوما أنه وبخني أو عنفني او حتي عاقبني لذلك كنت أحكي له كل شيء في حياتي.

_ما هو الموقف الذي حدث بينك وبين والدك ولا تستطيع ان تنساه؟
في حرب ٥٦ رأيت طائرات العدو وهي تحلق في سماء مصر، قررت أن أتطوع واكون واحد من الفدائيين الموجودين على خط النار في مدن القناة، ومكثت هناك لمدة ٥٥ يوماً، وعشت تجربة صعبة وعندما عدت مرة أخري إلي القاهرة كانت مازالت التجربة لها تأثير قوي علي وجداني جاء معها اهتمامي بالتمثيل والفن ولهذا السبب رسبت في كليه الهندسه عدة سنوات، وكان والدي يتحدث وهو نائم عندما كان يمر بأزمة أو مشكلة وسمعته يتكلم عني وهو نائم أحد المرات ويقول ” ليه عايز تحرمني من لقب مهندس أنا عمري ما عاملتك وحش أو قصرت في حقك أو تدخلت في تعديل مسارك”، وفي هذه اللحظه شعرت بحزن لم أشعر به من قبل وأقسمت أن اذاكر و انجح واعمل لكي اعتمد على نفسي واخفف عنه مصاريف الجامعه وكنت أقف في كافتيريا الكلية أنادي عن لو يوجد زميل لي يحتاج إلي رسم لوحة هندسية وبالفعل نجحت في السنة الثانية والثالثة وفي السنة الرابعة تخرجت من كلية الهندسة بتقدير جيد وكان الأول على الدفعة قد حصل علي تقدير جيد جداً وحصلت على تقدير امتياز في مشروع التخرج.

_ هل تعاملت مع ابنك أحمد فلوكس بنفس طريقة والدك؟
أحمد أبني نور عيني احبه كثيرا و ثروتي الحقيقية آلتي حققتها هو وإخوته وهو يحبني ويعتبرني ملكيه خاصه له ويغار لو أحس بقرب شخص مني أكثر منه حتى لو اخته، وأنا ربيته علي الحب والخير وحب الناس وأحمد طيب معدنه أصيل وقلبه ابيض.

_ ومن من اولادك اقرب لك؟
كلهم في قلبي ولكن ابنتي يسر هي التي تحمل همي واحيانا اخاف ان اكون حمل ثقيل عليها.

_ هل سبق وصادفت شخصا في حياتك قال لك انك لا تصلح أن تكون ممثل؟
نعم حدث هذا مرة واحدة فقط عندما كنت اريد الالتحاق بفريق التمثيل بالجامعه كان من يقوم باختبار المتقدمين الأستاذ أحمد البدوي وكان الاختبار عبارة عن مونولوج تؤديه على خشبة المسرح وعندما صعدت لاؤدي المونولوج…قال لي أنت فين أنا مش شايفك إذا كنت أنا مش شايفك الجمهور هيشوفك!
سالته يعني منفعش أمثل خالص؟
رد قائلا.. جسمك مش مينفعش متحاولش.
ولكني عندما سمعت رأيه اقتنعت به أنني لا أنفع في التمثيل ولم أحزن ومسحت فكرة التمثيل من حياتي نهائيا .

_ منذ متى تولد عندك إحساسك بحبك للفن والتمثيل؟
لم يأتي هذا على بالي أبدا ولا كنت أعرف أنني أملك موهبة التمثيل.

وكيف دخلت الفن و من هو اول شخص اكتشف موهبتك كممثل؟
أول من اكتشفني وشجعني هو الفنان أبو بكر عزت وبدايتي كانت من مسرح كليه التجاره جامعه القاهره.

_ حدثنا عن شعورك في أول مره تقف فيها على خشبة المسرح؟
كنت خائف ومرتبك ومتوتر واصب عرقا لدرجه إني دخلت الحمام عشر مرات ولكن بمجرد وقوفي على المسرح وبدأت العرض اندمجت في الشخصية وكان دور صامت ونال إعجاب الجمهور وكانت فرحتي في هذا الوقت لا توصف، حقا من أراد النجاح يجب أن يتذوقه.

بداية الاحتراف وتعرف الجمهور عليك كانت من خلال عملك مع الفنان القدير فؤاد المهندس كيف كان أول لقاء لك معه؟
بعد ما نجحت في مسرحيه خاتم سليمان نصحني أبو بكر عزت أن أذهب إلي فؤاد المهندس وكان في هذا الوقت يعمل في رعاية الشباب وكل يوم أحد كان يقابل فريق التمثيل والذي كان مكون من بدر الدين جمجوم، اسامه عباس، محمد الجداوي، زكريا موافي وحسن عفيفي، وذهبت معهم للقاء الأستاذ فؤاد المهندس وكنت لا أصدق أني أقف أمامه ولزمت الصمت وعندما راني قال لي ساكت ليه يا صغنن قلت له أنا هنا استمع واستفيد وكيف لي أن أتكلم وأنا في حضرة الاستاذ فؤاد المهندس قال لي تعالي جنبي هنا ومنذ هذه اللحظة ظل مكاني بجانب فؤاد المهندس.

_ متى كانت أول جائزة تحصل عليها؟
أول جائزة حصلت عليها كانت ميداليه عن مسرحيه” خاتم سليمان” علي خشبة مسرح الأزبكية وكان هذا أول عمل فني شاركت به.

_ من هم أقرب أصدقائك من الوسط الفني؟
لم يكن لي أصدقاء مقربين من الوسط كلهم زملاء اعزاء فقط.

أتمنى أن أكون نجحت في الجزء الثاني من حواري مع الفنان القدير فاروق فلوكس وكشفت عن جانب من شخصيته وحياته كثيرا منا لم يتعرف عليه من قبل

وإلى اللقاء غدا عزيزي القارئ مع الجزء الثالث من حواري مع الفنان القدير فاروق فلوكس والذي يتكلم فيه عن المرأه في حياته ومتى ظلمه فؤاد المهندس ولماذا لم يكن له صديق من الوسط الفني ومن هي التي عاودت الاتصال به بعد ٤٥ عاما من الغياب، ومن هم الذي تمني وجودهم في حفل تكريمه ولكنهم لم يأتوا هل كانوا قاصدين ذلك أم كان خارج عن ارادتهم .

 

مقالات ذات صلة

إغلاق