المقالات
“\u0627\u0644\u0639\u0644\u0627\u0642\u0627\u062a \u0627\u0644\u0633\u0639\u0648\u062f\u064a\u0629 \u0627\u0644\u0623\u0645\u0631\u064a\u0643\u064a\u0629”
بقلم: فهد ديباجي
تقوم العلاقات السعودية الأمريكية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فمنذ لقاء الملك عبدالعزيز والرئيس الأميركي روزفلت عام 1945 على البارجة “كوينسي” في البحيرات المرة والعلاقات في تطور مستمر وصلت حد الشراكة الكاملة بين الرياض وواشنطن ، هذه الشراكة كان لها بالغ الأثر على استقرار الإقليم، فالعلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تقوم على ثوابت تترسخ مع الزمن وتصبح أكثر متانة لأهميتها كونها عاملاً مهماً لأمن واستقرار المنطقة وتنميتها في كافة المجالات طوال عقود.
لا شك أن العلاقات السعودية الأمريكية كأي علاقات بين دولتين مرت بمراحل مختلفة دون أن يكون لتلك المراحل تأثير على جوهرها أو استراتيجيتها أو حتى تفاصيلها، ولعل أحداث 11 سبتمبر كانت نقطة مفصلية في العلاقات بين البلدين ورغم ذلك تم تجاوزها نظرًا لمتانة هذه العلاقات وأهمية المملكة في المنطقة كقوة اقتصادية كبيرة وإقليمية وعربية وإسلامية.
لهذا من الطبيعي جدا الاختلاف في وجهات النظر حتى بين الحلفاء وهو أمر صحي يعطي دلالة واضحة على متانة العلاقة وقوتها والرغبة المشتركة والدائمة في الإبقاء عليها وتنميتها بما يخدم استمراريتها وتطورها في كافة المجالات بناء على المعطيات والأوضاع العالمية الحالية.
اليوم يمر العالم أحداث استثنائية وتحديات إقليمية كبرى ومنطقتنا ليست بمنأى عنها الأمر الذي يتطلب التنسيق والتعاون المشترك بين الحلفاء ، وهذا ما سنشهده بإذن الله خلال القمة القادمة التي دعت إليها السعودية دول الخليج ومصر و الأردن والعراق بحضور الرئيس بايدن.
السعودية تعي تماما أن أغلب رؤساء أمريكا يستخدمون السعودية للهجوم عليها للفوز بالرئاسة وبعد الفوز يأتون بأنفسهم للسعودية ، وقبل عامين لم يكن متوقع كليًا أن يزور الرئيس بايدن السعودية، ولكنه اليوم أصبح أمر واقع تحت مبررات كثيرة.
لقد كان الكثير يطالب السعودية بالرد على التقارير و التصريحات عنها لكن تم التعامل مع هذا الضغط بهدوء و حكمه و حققت في الأخير ما تريده وتصبو إليه لأنها وجوب توازن القوى وعدم الانجراف نحو الدعوات الإعلامية المتطرفة ، و لو تعرضت أي دولة لما تعرضت له المملكة من تحديات في علاقتها مع أكبر دولة في العالم لسادت التوترات الاقتصادية والفوضى السياسية ، أما لأنها المملكة ولأنه محمد بن سلمان فكان السعوديين واثقون بقدرة وحكمة قيادتهم على مواجهة كل ذلك وبمكاسب أيضاً ، بقدرة سياسية هائلة تستحق أن تُدرّس ، لهذا الخصوم قبل الحلفاء يعرفون قوة إرادة القرار السعودي، واستقلالية السياسة السعودية التي تزداد أهمية وقوة من اضطلاع الرياض بأدوارها الحيوية في قيادة العالمين العربي والإسلامي.
من أهم مرتكزات العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، أنها علاقة محورية، تضررها أو تعرضها للتمزق، يعرض العالم أجمع لمخاطر واهتزازات في موازين القوى، وهذا ما يؤمن به الطرفان أنفسهم ، من هنا نقول ونؤكد أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة حريصتان على تطوير علاقتهما بما يخدم مصالحهما، وما يدل على الاهتمام الأمريكي بتطوير وترسيخ العلاقات مع المملكة زيارة الرئيس بايدن المرتقبة والتي تأتي في هذا التوقيت للتأكيد على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين تاريخيًا.
أخيرًا السعودية دولة عظمى سيادتها خط أحمر ، تعامل باحترام من يعاملها باحترام وقيادتها ثقيلة لاتهتم بكلام انتخابي أو وعود وهمية ، وفي علاقة أمريكا مع السعودية البيان واضح بكل لسان ، وزيارة بايدن القادمة دليل على إعادة تقييم أمريكية للعلاقات مع السعودية بعقلانية بعيدًا عن الخطابات المتشنجة.