المقالات

رحيل امي

 

(بين اروقة المستشفى راقبتها تغادر حتى رحلت )
رحلت امي…..
ومازال نبأ رحيلها غصة بالقلب …
رحيلها مؤلم وذكرياتها اشد الم….
ذهبتُ الى الدار لعلي اجد ريحها .. ذكرياتها… صوتها …
لكن وجدت بابا و سور و جدران صامته لاحياة لها
اصبحت الدار خراب ، كأنه لم يسبق لاحد ان سكنها ، لقد ايقظت الدار جراحي ، لتذهب بي الى استعادة قصة حياتها …

التي بدات بزواجها وعمرها لايتعدى الثالثة عشر
ورحل ابي رحمه الله وترملت وهي في ريعان شبابها
تحمل بين احشائها اصغر ابنائها ، لتتحمل مسؤولية اكبر بكثير من عمرها ……

مازلنا اطفال صغار لانعي حجم المسؤلية التي القيت على عاتقها دون معين الا الله سبحانه وتعالى …..

كافحت من اجل تربية ابناء يتامى الاب ، وابناء يتامى الاب والام ..
فقامت بالدورين معا حتى كاد الناس لايفرقون بين ابنائها وابناء زوجها ….
كافحت ماديا ومعنويا بالرغم من الصعوبات التي واجهتها
وكان من بينها رحيل سندها و اكبر ابناءها ،
ليترك لها يتيم لينضم الى قائمة الايتام لديها،
لنكبر معا ويزداد الحمل اكثرا فاكثر ، الى ان جنت قطاف ثمارها ووصلنا انا واخوتي الى تحقيق احلامها بفضل الله ثم فضلها

ومرضت لسنوات وهي صابرة محتسبه وذكر الله دائما على لسانها …

ليلتف حولها اخوتي الاشقاء والغير اشقاء حين مرضها في سباق لتخفيف معاناتها ونيل برها…

هانحن حولها في حياتها وبعد مماتها …

فبين اروقة المستشفى راقبتها تغادر حتى رحلت ، نعم رحلت …امي …
وانتهت قصة حياة وبداية حياة جديدة بالجنة باذن الله تعالى ..
تخلو من كل ماعانته بحياتها ، حياة ابدية بجوار احبائها الذين سبقوها …
رحمك الله امي..

مشرفة توجيه و ارشاد الطالبات بالقريات
عائشة محمد المعارك الشراري ..

 

مقالات ذات صلة

إغلاق