المقالات

ورحلت الصابرة

 

 

بقلم : د . ضيف الله مهدي

يوم أمس الأحد الموافق ٢١ شوال ١٤٤٣هـ ، لم يكن يوما عاديا على قلوب أعضاء وعضوات ملتقى أكاديمية بيش الهوي وكل محبيها !!
فقد خيم الحزن والأسى على الجميع بسبب رحيل الكاتبة والشاعرة والإعلامية والمدربة والصابرة الأستاذة ريم بنت سعود العنزي عضوة ملتقى أكاديمية بيش الهوي والذي ياما طرزته وجملته بكتاباتها وسطورها وأشعارها . تحمل ريم في حقائبها التعليمية وخبراتها شهادات جامعية ودبلومات في لغة الجسد ودورات كثيرة وخبرات عملية وطرق إرشادية وعلاجية !!
هي إنسانة معجزة تكتب بلا كلل ولا ملل رغم حصار الخبيث لها من كل ناحية وطرف وجانب وعملت ١٨٠ عملية وأكثر .. كانت تتألم وفي عز الألم تتغزل شعرًا وتكتب نثرا وتساعد وتنصح وتزور وتعمل !!
كم بكى وانهار عمالقة من الرجال عندما علموا بأنهم مصابين بالسرطان !!
لكن ريم قاومته مقاومة الأبطال ولم تستسلم كانت قوة خارقة في مواجهة السرطان . كانت تزور المرضى وهاتفها لكل من طلب استشارتها كيف يواجه مرض السرطان ؟؟
أنا حولت لها البعض من المرضى كي تنصحهم وتساعدهم وهي هي التي عملت أكثر من ١٨٠عملية استئصال للأورام السرطانية . كانت تحضر اللقاءات وتغطي الاجتماعات وتكتب التقارير وتنشر الأخبار وتكتب وتؤلف وتنشر الكتب !!.
وتزور المسؤولين وتعمل معهم اللقاءات وتزور المعارض والمناسبات .
رحلت الصابرة التي لو قسم صبرها على سكان الخليج والجزيرة العربية ومصر والشام لكفاهم .

يوم أمس حزنا على فراقها ورحيلها وأبكتنا ذكريات وكتابات لها ما تزال بين أيدينا .
لا تساعدني الحروف ولا الجمل ولا المترادفات أن أكتب وأعبر عن إنسانة قاومت المرض وصبرت وعاشت حياتها أحسن من أشخاص أصحاء سليمين .
واجهت الظلم وسرقت أموالها كما سرق السرطان صحتها وضحكتها وشبابها وعافيتها ، ولم تستسلم ولم تلقي سلاحها وختمت حياتها بأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لتستقبل روحها الطاهرة ملائكة الرحمن وتُطوى صفحة فيها ضربت أروع الأمثلة في الصبر والجد والعلم والعمل والدين والأخلاق والإنسانية .
وداعا ريم بنت سعود العنزي إلى جنة الفردوس والنعيم المقيم والرضا الأبدي .

مقالات ذات صلة

إغلاق