المقالات
فكر الغُربة والانفصال
بقلم : أ.ندى الأسمري
العلم الذي يُشعرك بالغربة ، بالإنطواء ، بالانفصال عن الآخر ، وبأسوأ الأحوال يشعرك بالازدراء ، علم ناقص بلا شك .
تذكّر ..
شعور الغربة لا يجعلك شخصًا عميقًا ، فريدًا ، لا يجعلك على حق ، أرجوك .. لا تستمد قيمتك من هذا الشعور السقيم !
ماذا لو كان كُل ما تحمله في عقلك كذبة ؟ أو ضرب من الجنون ؟
ماذا لو كان المختلف عنك على حق ، وأنت على خطأ ؟
ماذا لو كنت أنت ومن تختلف عنه ، جميعكم ، تحملون في رؤوسكم الكذبات أو الأوهام والأخطاء ؟
ماذا لو كنتم جميعكم على صواب ؟
ماذا لو لم يكن هناك صواب ؟
ماذا لو كُنت أنت ومن تختلف معه واحد ؟
وإذا اختلفت فإنما تختلف مع نفسك ، وإذا نبذت ، فإنما تنبذ جزءًا من نفسك ؟
تخيل معي ..
لقد وُضعنا في لعبة الحياة هذه ، ولم يُحدد لنا تحديدًا تفصيليًا بماذا يجب أن نفعل أو لا نفعل ، لقد وُضّحت الأسس ، وما بينها فقد تُركنا لنتفكّر ، ونتناقش ، ونختلف
إنها الحرية ..
إنها جزء كبير من هذه اللعبة الكبيرة -لربما على أقل تقدير في عقولنا- .
تخيل معي -أيها الإنسان الضئيل أمام حجم هذا الكون وقوانينه- أنك تُحارب قانونًا كونيًا !
أأنت تُدرك هذا الجنون ؟
لدي تذكير قد يُرعب أناك :
أنت ومن تزدريه ، ومن تنبذه ، ومن تشعر أنه لا يستحق أن يكون موجودًا = تساوون ١ .
أنت تساوي = ١
وذاك “المتخلف الغبي” يساوي = ١
اخرج من عباءة الأنا ، انسلخ ، أنت وهو بنفس القيمة ، لا فرق بينكم سوى بالتقوى ، التي لن تحددها أنت أو هو – بطبيعة الحال- ، بل الله من يحددها .