المقالات

جاء طوعا

 

هز ردفا و بالتغنج مالا …
و ثنى الخصر رقة و دلالا
شد في سيره و أعجل شيئا …
في مسير و ما أرى إمهالا
جاء طوعا لكنه كان يخفي …
في حناياه ثورة زلزالا
و مضى جامحا تحيك يداه …
في هواه لمن رآه سلالا
لاح لي باسما و راح فتونا …
يتهادى على خطاه اختيالا
وتجلى في الليل بدرا و أمسى …
ساحبا فوق نوره أذيالا
فتباطأت و النذير تخطى …
نحوي الأرض و السما إعجالا
فاق حسنا و فتنة و بهاء …
وهو أحلى من النسيم شمالا
و بدا أنه يثير سكونا …
في النواحي و يأسر العقالا
فرآني و قام يرسل مما …
قد حباه الإله شهدا مسالا
و سباني و هزني و نفاني …
فيه و القلب فيه حط الرحالا
و ابتلاني و اجتاحني و دعاني …
كي أكون الذي يساق اغتيالا
فأتاني من اليمين و ألوى …
بيديه و عدت منه شمالا
و الذي رامه أراه يقينا …
في ضلوعي من الغرام نصالا
في ثبات ما حاد عنه و مكر …
و انسكاب يقيد الأوصالا
و رأى أنني سلبت فؤادا …
و تسمرت بالذهول اعتلالا
و تشكيت رهبة في ظنون …
أورثتني على يديه خبالا
و كأني على افتتاني فيه …
لا أرى فيه للجمال مثالا
و تلوعت بل جننت و فكري …
حائر حين صال فيه و جالا
أنا وحدي به أعاني و وحدي …
أتلظى و سحره يتعالى
و إذا بي في دهشة أتمنى …
أن يكون المقرب المفضالا
لست ألقى وصفا لما أنا فيه …
غير أني غدوت أغرب حالا
حسبي الله في غزال ظريف …
أشعل الوجد في الفؤاد اشتعالا
و احتواني بما يريد و ألقى …
ما لديه و صار داء عضالا
و كأني إن لم يمن بشيء …
منه لم ألق بلسما فعالا
يا مليح الدلال رفقا فإني …
إذ تبديت ما أطيق احتمالا
طار عقلي و قد رأيتك نحوي …
مقبلا واثقا تشد حبالا
بارك الله في شبابك هل لي …
أن أرى فيك للجريح مجالا
أنت من تبصر العليل و تدري …
بمناه و كيف ينعم بالا
و أنا في هواك أقبلت أعدو …
أسدا لا يروم إلا غزالا
فانعش الروح بهجة ففؤادي …
يتمنى أن تستديم وصالا
و أثبني على الدنو دنوا …
لا أرى فيه يا هواي ملالا
و تكرم علي إن كنت حقا …
ترتضي من جوارحي إقبالا
أترى ما شكوت يخفى وماذا …
لو تجليت في مسائي هلالا
جمعت فيك مغريات و مالي …
لا أرى فيك بعدهن كمالا
فاتن جل أن يدانيك سحرا …
كل من هب أو يفيك مقالا
فلعلي أنال منك عناقا …
يسعد القلب أو أحوز جزالا
و عساني بقبلة منك أحظى …
لا أرى إن أجبت فيها ضلالا
قال مهلا فقد طمعت كثيرا …
و تجاوزت في السؤال سؤالا
أتراني أرخصت نفسي لما …
جئت أزهو بمقلتيك جمالا
فاجهد الآن في رضاي فإني …
منك في الحب أستحق نضالا
و انثنى مغضبا و قال كلاما …
فيه ينوي بمن يذوب مطالا
فتنهدت ثم قلت لنفسي …
سوف أحيي و أنعش الآمالا
فالذي قاله جميل و فيما …
قاله صار منك أدنى منالا
و ستأتي به الليالي إذا ما …
أبصر القول في الهوى أفعالا
و سأحيا له و أثري انتظاري …
باهتمامي به و أرجو النوالا
حسب مثلي و قد تلوع عشقا …
أنه خاض ما يهاب و نالا
و غدا سوف نلتقي و سنحيا …
عمرنا فاقض يا إلهي الوصالا

الطائر الجريح
احمدالمتوكل بن علي النعمي
جازان – حرجة ضمد
١٣ – ١٠ – ١٤٤٣

 

مقالات ذات صلة

إغلاق