المقالات
لنجتهد ليوم الفرار ونضاعف الجهد
بقلم /
فيصل بن فراج بن زيد آل فراج
الإنســـان الســــوي دائما يُحَكــــم عقله وضـــميره في كل أموره؛ فيتســـاءل مع نفسه قبل أن يُقـبل على أي خطــــوة وأي عمــــل
هل ما أقوم به يميل إلى الخير أم يميل إلى الشر ؟ وهل ما أفكر في فعله يحمل الصواب أم يحمل الخطــأ ؟ فإذا نجــح الإنســـان في تحكيم عقله وضميره واتخذ مسلكا صائبا في تحديد سعيه سيصل بتفكيره وخطاه إلى بر الأمان في القول والفعل.
فالمؤمن دائما يعلم أنه على موعد للقاء ربه وأنه لابد من الاستعداد لهذا اليوم فلا يتغافل عن صناعة المعروف والسير بالخير بين الناس والتسابق على العمل المشروع ابتغــاءً لوجـه الله عز وجــل فتراه ممن اختصهم الله في قوله تعالى: (أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) 61آية سورة المؤمنون
فعمل الخير صفة عظيمة من صفات الأتقياء الذين يصنعون رصيدا ليوم الفرار حتى ينالون جنات عرضها السماوات والأرض بل أن عمل الخير يعد لبنة الأعمــــال الصــالحة والتي تبعد الإنســان عن الحــقد والكــراهية وتنشئ القلوب على المحبة والتعــاون والإخلاص والطمأنينة والعدل وهو الوسيلة التي تجمع المجتمع كاملا على الوفاق والسلام والمودة.
ومن التقوى أن يستعد الإنسان ليوم الفرار بالخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل فيبحث عن كل ما يضاعف له الثواب والحسنات ويبتعد عن كل ما يوقعه في غرق المخــالفة والعصيان فالدنيا ليســت دار بقاء ولا دار خـلود ولكن ما يبقى منها هو العمل الطيب وقول المعروف وفعل الخيرات فهنيئا لمن تدبر لذلك وسعى وكان سعيه في كل ما يرضي ربه
وهنيئا لمن قدم في دنياه لآخرته فلم يتمادى في التهاون والغفلة ولم يستمر في التفريط والإهمال فسعى لإصلاح نفسه وسعى لإصلاح أعماله فوصل إلى الرشد وسبل الخير والثواب وتقدم واستعد بثقة إلى يوم يفر فيه المرء من أخيه قال تعالى (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) الآيات 34-35-36- 37 سورة عبس
فأيقظوا القلوب من صدأ أصابها بالمعاصي وابعثوا في نفوسكم أملا دائما بفعل الخيرات ونشر المعروف بين الناس حتى نرى أثر ذلك في نفوسنا وبين أسرنا ومجتمعنا فالمجتمعات التي تبنى على قواعد راسخة أساسها من السلام والخير والخلق تبقى ممتدة الأفق شامخة البناء دائمة الصمود يعيش أصحابها في خير دائم وثواب كبير وتعاون قوي وسلام منتشر وعدل سائد وحياة كريمة.
رزقنا الله وإياكم نعمة الإيمان والسلام والأمن والرخاء، وأدام علينا التمسك بالطاعات.