المقالات

خواطر.. ولا تأسوا على ما فاتكم

الدكتور : أسعد واصلي

كثيرا ما أسمع من طلابي الذين درستهم في السنوات الماضية والذين أشرفُ على تدريسهم اليوم؛ عبارات اليأس والتذمر .
يا أستاذ لماذا نتعلم ؟
وما الهدف من دراستنا ونحن لا نجد فرص عمل أمامنا ؟
حتى الذين يتخرجون وبتفوق جالسين في بيوتهم مع النساء .
قلت لهم : لماذا هذا التشاؤم يا أبنائي؟
أنتم يغيب عنكم شيء واحد وهو الطموح والهدف.
انتم تدرسون – وللأسف – بلا هدف ولا غاية .
نعم كل منا يبحث عن مستقبله، والمستقبل أولاً وأخيراً هو بيد الله سبحانه وتعالى .
ولكن تسيرون- يا أبنائي- على منوال واحد لم تحددوا معالمه، وهو اختيار ما أنا أريده، وما يوافق قدراتي، وما يتطلبه سوق العمل!
بهذا تصنع لنفسك فرص عمل كثيرة جداً .
وهناك أمر آخر مسؤول عنه الأسرة والمجتمع والمدرسة ( أو المؤسسة / وزارة التربية والتعليم ) وهو زراعة الهدف من مراحل الدراسة الأولى، ونفرط فيها نحن الآباء، والمعلمين؛ وهي ثقافة التأهيل، وتربيتهم على الطموح العالي والنجاح المستمر، والتفوق الدراسي.
غالبية المجتمع ينظرون إلى سفاسف الأمور- إلا من رحم الله- ويختارون لهم في دراساتهم وتخصصاتهم السهل الميسر .
في السابق، كانت الفرص متاحة في كل الميادين اليسير منها والصعب .
لكن اليوم في عصر التقدم والثورة المعلوماتية والعولمة، وغيرها مما يستجد ويستحدث، توجب علينا مواكبته.
فعليكم أن تسألوا أنفسكم دائماً هذا السؤال: ماذا يريد مني هذا العصر ؟
شهادة الثانوية علوم أدبية؟
أم بكالوريوس مشابهة لها ؟
إننا نبحث عن التخصصات الدقيقة والدقيقة جداً: كالطب، والهندسة.. وغيرها مما لا يخفى عليكم .
فإذا كنتم تريدون هذا فلا تتشاءموا وهنئوا أنفسكم ومنوها بخيري الدنيا و الآخرة .
وأنتم أيها الأباء كونوا على مستوى الحدث واشحذوا الهمم في نفوس أبنائكم، وتابعوا سير دراستهم، وستحصدون ثمار جهدكم معهم في المستقبل القريب.
وكذلك أنتم أيها المربون والمعلمون تجاوزا المعوقات التي تعترضكم، واعرفوا قدراتكم، وتخلقوا بأخلاق مهنتكم، وأمانتكم، وأسهموا في بناء أبناء وطنكم حتى يصيروا عظماء، وما تخرج العظماء إلا من تحت أيدي العظماء، فكونوا عظماء يا أيها العظماء!

 

مقالات ذات صلة

إغلاق