المقالات
خواطر.. تعظيم بيت الله الحرام
أسعد واصلي
لفت انتباهي في زيارتي لهذا العام للمسجد الحرام، دخول المعتمرين والمصلين والزوار لابسين الأحذية سواء في المطاف الأرضي أو في الطواف في الدور الثاني، وكذلك في المسعى، وهذا على غير المعتاد الذي تعودنا عليه؛ وذلك لقداسة بيت الله الحرام في نفوسنا والمسلمين جميعاً واحترامهم له، وأنا هنا لا أتحدثُ عن (الحكم الشرعي)، وإنما أتحدث عن قيمة المسجد الحرام – أطهر بقاع الأرض- ووجوب تعظيمه، لما نعرفه من الاهتمام الكبير من الحكومة السعودية -حفظها الله- في عمارة المسجد الحرام، من بناء، وتوسعة، ونظافة، امتثالاً لقوله تعالى:{وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ}، ولو أن كل مصل دخل المسجد الحرام يصلي بنعاله لاحتجنا إلى مجموعات كبيرة من العمال لتقوم بتنظيف المسجد بعد كل صلاة، ولا نظن أن من يقبل بهذا يرضى أن يصلي في مكان مليء بالغبار والأتربة، فضلاً عن غير ذلك من القاذورات أو النجاسات إذا تهاون الناس.
وقد اطلعت على قرار صدر من “رئاسة الحرمين” بتاريخ ٢٠ / ٢ / ١٤٣٩هـ ينص على حضْرِ لبس الأحذية داخل المسجد الحرام، وتضمن القرار ما نصه: “أن هذا القرار يأتي في إطار الحفاظ على مكانة المسجد الحرام وطهارته والحرص على قدسيته، ولما يمثله لبس الأحذية داخل المسجد الحرام من انتقاص من قدره، وتدنيس لمبانيه بما يعلق بالأحذية من أوساخ”، وأنا في هذا المقال أذكِّرُ بأهمية وتفعيل هذا القرار والتماشي بموجبه، حفاظا على هذهِ القداسة التي فيها تعظيم لبيت الله الحرام، وأهيب بكل مسلم أن يعظم شعائر الله {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، الحج-٣٢، كما أذكر أصحاب حملات الحج والعمرة بأهمية تكثيف التوعية بذلك، وتثقيف زوار بيت الله الحرام بقدسية هذه البقعة المباركة، والاهتمام بها: نظافة وتنظيما، بمساعدة وإشراف من المسؤلين الذين لا يألون جهدا في خدمة عمار وزوار هذة الأماكن المقدسة.
حرس الله مكة المكرمة من كل سوء وشر ، وبارك الله في جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، فيما قدماه، ويقدمانه لضيوف الرحمن، من خدمات جليلة، وكتب الله ذلك في موازين حسناتهم.