المقالات
همسه لقلب حواء
✒️ حسن بن علي الأسمري
الهمس هو الصوت الخافت والمنخفض ، وفي هذه الاسطر اهمس لك اختي الكريمة للتفكير قبل عودة زوجك من عمله او من سفره او من قضاء حوائجكم او حوائجه الخاصة ،
ولعلك ترينها من باب التذكير وغربلة المشاعر فقط ، فقد تكون فرصة لفتح آفاق جديدة تعكس ايجاباً على حياتكم الزوجية وحياتك الخاصة ، فلا يُعد ذلك عيباً ونحن بشر لا نتمتع بصفة الكمال ،
تغيير القناعات وتجديد المفاهيم مطلب هام جداً لتسيير عجلة الحياة نحو الاستقرار والنجاة ،
احياناً يحتاج الأنسان فقط إلى بعثرة ومواقف تثير مشاعره ، وتخلق أجواء جديدة ومحفزة لاستعادة السعادة المسلوبة والكامنة خلف غطاء ازدواجية ومزاجية التفكير ،
اختي الزوجة .. مع كتابة هذه الاسطر لم ولن اغفل او اتغافل عن حقوقك الشرعية الخاصة ، ولكني بصدد توجيه همسة لك خاصة وهو الوقت الذي لا يخفى عليك دّق او جل ما كُتب في هذه الأسطر ، لكن لعلها بمثابة تحريك السكر اسفل الكأس ، فأنت الجانب اللين والصدر الحاني الذي تستمد منه الأسرة الطاقة الإيجابية وصفوة الحب والحنان ،
اختي الزوجة .. زوجك لا يرى الحياة كما ترينها ، لا يراها بمنظارك ولا يحمل هموماً كهمومك ، ولا تتشابه بينكما الطموح والأهداف ، الزوج بمجرد تفكيره بالارتباط منك فقد حمل على عاتقه امانة سيسأل عنها يوم القيامة ، فارتباطه بك يعني ان هناك أهداف لتكوين اسرة لها ما لها وعليها ما عليها من حقوق وواجبات دينية ودنيوية ، يحتاج من يعينه عليها وعلى تأديتها بالشكل المفروض ،
زوجك بعد الارتباط يتجرد من كافة حقوقه الشخصية التي يمكن التنازل عنها في سبيل توفيرها لك ولأبنائك ، ولا يرى انه الاحق بها في ظل تأثيرها الإيجابي على اسرته ،
زوجك لديه من الأعباء ما يضنيه ويثقل كاهله ، قد يطلعك عليها وقد يخفيها تلافياً لتعكير مزاجك ، كوني له العون بعد المعين ، وكوني له الصدر الحاني والملاجئ الآمن والوجه البشوش الذي ينسيه ما اهمه خلف اعتاب المنزل ،
اختي الزوجة .. لن احدثك عن حقوق زوجك ( الشرعية ) التي تضعه في مقدمة حياتك وتوجب عليك أمور شتى تضع حتى حقوق والديك عليك في الدرجة الثانية بعده ، قال اشرف الخلق صَلَّى الله عليه وسلم ( لو كنت آمراً احداً أن يسجد لغير الله ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) رواه ابن ماجة .
هذه نظرة وتعظيم الشرع لحقوق الزوج فمن نحن حتى نَتَأَلَّى عليها ونتجاهلها ، اذا كنتي لا تحملين له من المشاعر والأحاسيس ما يدفعك للقيام بمهامك الزوجية على اكمل وجه فتذكري حقوقه الشرعية واعملي عليها طالما وانك قبلتي الارتباط به ، وقررتي ان تكملي ما تبقى من حياتك في كنفه ،
مارسي انوثتك ولا تتحلي بخصال لا تليق بك كأنثى ،
الجدال المستمر …
النقد المستمر …
التذمر المستمر …
الصوت المرتفع …
تعقّب هفوات الزوج …
لا تزيد حياتك أنتي إلا وجعاً وكآبة ، فممارستها بأستمرار تُكوّن صورة عنك لدى زوجك تجعله يكف عن تعامله السابق وعن ما كان يبذله فالذي كان لا يعجبك سيصبح حلماً تتمنين لو يعود ولكن بعد فوات الأوان ،
ختاماً …
قوتك تكمن في ضعفك ، ( فالرجال ) عامة لا يقبلون على انفسهم ورجولتهم ان يذلوا او يهينوا الضعيف ، بل هم في مقدمة الهابين لنصرته والوقوف لجانبه ، كيف وذلك الضعيف هو قطعة من قلوبهم وجزاءً لا يتجزأ من حياتهم إن لم تكون كل حياتهم قال تعالى ( وجعلنا بينكم مودة ورحمة ) صدق الله العظيم .
إن فضلتي الوقوف له الند للند فأنتي في ساحته التي لا يقبل الهزيمة بها إطلاقاً ، وإصرارك على ذلك يجعل العواقب وخيمة ولا تحمد عقباها ،
أعيدي غربلة حياتك ، واجعلي هدفك الأسمى رضاء الله عز وجل ثم رضاء وإسعاد زوجك ، فأن رضي وعاش سعيداً كما يستحق منك ، حتماً ستكون الجنة التي تحلمين بها يوماً ما وستكون الأمور على ما تودين أنتِ وستجدين الفارق الكبير نحو كل ما تشكينه منه .