المقالات
خواطر.. الثروة بين يديك
د. أسعد واصلي
العمر و الوقت هو كنز ومال وثروة الإنسان في هذه الحياة…
فمنذ اللحظة الأولى التي يسقط رأسه من رحم أمه وتتلقفه أيادي القابلات، ويقطع عنه الحبل السري ومعها تنتهي حياة المرحلة الجنينية من عمر الإنسان لتبدأ بعدها حياة المعاناة “ولقدخلقنا الإنسان في كبد”[1] ليبدأ العد العكسي أوالتنازلي من رصيدعمره المقدر،لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق : “إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله إليه الملك، فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد..”[2]، وهنا يستشعر العقلاء قيمة الوقت الذي هو في الحقيقة حياة الإنسان الفعلية، وقديما قال الشاعر:
والوقتُ أنفَسُ ماعُنيتَ بحفظه
وأراه أسهلَ ماعليك يضيعُ [3]
اذن هي اللحظات والدقائق التي يجب أن نستغلها بما يعود علينا بالنفع وبما يشعرنا بالسعادة وتحقيق الذات، مع تركيزنا على ما نستشرفه لمبستقبلنا من خلال الأسباب المعينة التي توصلنا إلى ذاك المستقبل’ فنعمل ونجد، “فالإنسان ميسر لما خلق له” وقد جاء في معنى ذلك أن ما تحبه أنت و ترغبه وتجتهد في تحقيقه هو ما يسرت له فييسره الله لك، فتوكل على الله، واستفرغ وسعك، وانتظر جهدك، فلن يخيب الله مساعك.
_____________________________
[1] البلد ( الآية 4).
[2] البخاري (٣٢٠٨).
[3] يحيى بن هُبَيرة.
|