المقالات
خواطر.. حياتنا بين الاستعجال والصبر
أسعد واصلي
القيم الأخلاقية هي التي تعلمناها ونحن أطفال بالمدارس، و كل ما هو من صميم الصفات النبيلة، قيل لنا هذه من أخلاق المسلمين!
ولكن المحك هي الحياة!
قيم كثيرة تتلمذنا عليها: الصدق, الأخلاق , الإيثار , الصبر، …الخ
ألا بالصبر تبلغ ما تريد
وبالتقوى يلين لك الحديد
نعم بالصبر، ولذا نفتقد – غالبا- ( ولا أعمم) هذه الصفة عملياً ،مع أننا لو اتصفنا بها في سلوكنا لحققنا نجاحات كبيرة في واقعنا المعَاصر.
انظر لحالنا أيها العزيز في كل موقف من مواقف الحياة، في كل شيء لابد من السرعة:
في محطة البنزين (فلل) عبي بسرعة!
في السبوبرماركت و ( المولات)، وغيرها، هيا بسرعة!
هيا أعطني بسرعة!
سوق السيارة بسرعة …
حتى وصل الأمر أن يقال للإمام صلي بنا بسرعة !
إلى درجة وأنا أشاهد مريضا بالمستشفى؛ ينادي بأعلى صوته : يا دكتور بسرعة خلصني من مرضي.
يا الله !!
الا يعلم ذلك المريض أن علاجه متوقف على ذلك الإجراء البيروقراطي ( التشخيصي ) من حيث التحاليل وخلافها، حتى يتوصل الطبيب إلى التشخيص الدقيق؛ والذي يزيل معاناته نهائياً بإذن الله.
نعم تعودنا على ذلك ولم نعد نطيق الانتظار، لأننا لا نجيد فن الصبر والانتظار، الا من رحم الله .
وقد أخذ عنا أولادنا هذه الصفات والتصرفات التي انعكست بدورها سلباً على تصرفاتهم السلوكية في حياتهم اليومية، حتى في الاختبارات التي تحتاج وقتا من الساعات! نراهم يسارعون بتسليم اوراق اجاباتهم بعد بداية الوقت بقليل!
هل سوف نتطور أو نتقدم ونحن بهذه الحالة ؟
حتى في ابسط أمورنا نتساهل وهي أهم ركيزة لقوام حياتنا وصحتنا وهي العناية بمأكلنا ومشربنا، حتى غذائنا لم يسلم من السرعة، فصرنا نصبح و نمسي على موضة الوجبات السريعة، وسريعة على الطاير!
لماذا كل هذا؟ لأن أكل البيت يتأخر وما عندنا وقت للانتظار .
و لم العجلة يا أخي؟ ما الذي وراءك؟ حتى أصبح وقتك مزدحما بكثرة المواعيد ؟
أبدا ..
ولكننا كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: “ولكنكم تستعجلون “[1] ، ومشغولون بلا شغل، والسبب حرمنا نعمة الصبر.
ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “النصرُ معَ الصبرِ، والفرَجُ مع الكرْبِ: وإِنَّ مع العسرِ يُسْرًا”[2]، وكذلك هذه المقولة الصادقة “إنما النصر صبر ساعة” كلمة جامعة تحيط بحياتنا من كل جوانبها، وتصلح أن تُحكّم على كل موقف من مواقفنا الدنيوية والأخروية.