المقالات

الحشيش .. وما تؤول إليه الأسرة

 

بقلم/ أخصائي أول اجتماعي
عبدالرحمن حسن جان

إن ما دعاني إلى تناول هذا الموضوع هو مأساة مدمن حشيش وأسرته، عُرضت عليّ حالته بهدف مساعدته هو وأسرته في حل مشكلته هذه، فياليت اقتصرت مشكلة تعاطيه عليه فحسب، فهو من سيجني نتيجة ما اقترفت يداه، ولكن المعضلة أن مشكلته تفاقمت وشملت غيره، وتدهورت حالته الصحية والنفسية والعقلية، كما هو متوقع، لأن هذه هي مشكلة المدمن يبدأ بالتعاطي التصاعدي للجرعة والكمية (زيادة الجرعة) من أجل تحقيق المفعول الوهمي، ثم ينتقل المتعاطي من مرحلة التعاطي إلى مرحلة شدّة الإدمان والتدهور الصحي والنفسي والاجتماعي المستمر، وهنا تتشعب المشكلة ويصعب حلها، بسبب إهمال العلاج منذ البداية، فيصبح الضرر متعدي، أي أصبح مدمن متعدي أي ليس على نفسه فقط، ولكن تعدى ضرره وخطره إلى أفراد أسرته والمجتمع، فيشكل خطورة على الجميع، قد تصل إلى ارتكاب الجرائم، وهذا ما كان سحصل فعلاً مع هذه الحالة حيث أصيب هذا المدمن بهلاوس سمعية وبصرية وشك في زوجته بأنها تخونه مع شخص آخر وهي بريئة من ذلك براءة عائشة رضي الله عنها من حادثة الإفك الملفقة لها، وتحت تأثير الحشيش والشك حاول زوجها عدة مرات رفع السكين عليها ليقتلها، وربما في إحدى المرات يقتلها فعلاً ويقتل أيضاً والديه وأطفاله، والأسرة بأكملها، لذلك نحذر من ضرر وخطر تعاطي وإدمان الحشيش والمخدرات والمؤثرات العقلية بصفة عامة بجميع أنواعها وأشكالها، لأن الضرر ليس فردياً فحسب ولكن ضرراً أسرياً ومجتمعياً أيضاً، لأن العقل إذا غاب أو تلف بمؤثر عقلي اضطرب الشخص عقلياً ونفسياً وسلوكياً، وتخلى عن مسؤولياته الأسرية، ما لم يتدارك المشكلة مبكراً قبل استفحالها ويبادر بالعلاج الفوري.

وقد جاء في موقع مستشفى الأمل والطب النفسي وعلاج الإدمان www.hopeeg.com أن الحشيش يؤدي لأمراض نفسية كما يؤدي للأمراض العضوية تماماً فهو مؤثر قوي على الصحة النفسية لمدمنه، حيث يعاني مدمن الحشيش من مرض الاكتئاب لأنه يؤثر على الجهاز العصبي للإنسان، وإضافة الى ذلك يؤثر الحشيش على خيالات المدمن فهو يجعل منه إنسان شكاك و قلق و يتربص لمن حوله اعتقاداً منه أنهم يريدون إيذاءه نفسياً وعضوياً، ويؤدي الحشيش إلى زيادة الاستجابة عند المدمن مما يجعله يركز في أدق التفاصيل حوله وهذا يعتبر خلل في الإدراك والتركيز .

ومن الممكن أن يؤدي إدمان مخدر الحشيش إلى زيادة ثقة المدمن بنفسه وإحساسه بالعظمة والغرور بشكل متزايد وهذا يجعل إحساس الشعور بالذنب منعدم لديه مما يؤدي إلى زيادة معدل ارتكاب الجريمة والخطأ كما يؤثر الحشيش على ظهور أعراض مرض (الخرف) أو (الهلوسة) في سن مبكر للمدمن، ويعاني مدمن الحشيش من التقلبات المزاجية المستمرة والرغبة في الانعزال والإحساس بالنشوة بلا سبب واضح، كما يرى مدمن الحشيش هلاوس بصرية وسمعية مما يؤدي به إلى مرض الفصام ، ويؤثر الإدمان على عدم إحساس مدمن الحشيش بالمسؤولية تجاه أفراد عائلته كما ينعدم وجود الدافع للتعلم والدراسة والعمل.

ترد إليّ استفسارات من الأهل تتعلق بكيفية إقناع قريبهم المدمن بالعلاج، هناك خطوات للإقناع كالتالي:
١- الاستماع له.
٢- تكوين علاقة شراكة معه.
٣- عدم الدخول معه في صراع من أجل الإقناع.
٤- مناقشة معه المشكلات التي سببها له الإدمان.
٥- الإقناع ليس سهل ويحتاج إلى وقت

 

مقالات ذات صلة

إغلاق