فن وثقافة

أدبي الباحة يفاجيء رواد مقهى الخيال بالمخواة بديودراما ( ولا مامعك قلب ؟ ) ورواد المقهى : تجربة مثيرة

 

الدمام- نجاة الغامدي

عرض النادي الأدبي بالباحة يوم أمس مسرحية ( ولا مامعك قلب ؟ ) بمقهى الخيال بمحافظة المخواة وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسرح بحضور عدد من الاعلاميين والمثقفين وهي من أداء الفنانين عويّد وسعيد الشيبة ومن إخراج : ناصر بن محمد العُمري
واشاد رواد مقهى الخيالة بالمخواة بمسرحية ( ولّا مامعك قلب؟ ) بأسلوب ملذوذ صراع الرغبات بين الآباء والأبناء
مسلطاً الضوء على الفجوة فمايفضله الآباء قد لايروق الأبناء ومايراه الابناء موافقاً لزمانهم قد يراه الآباء خطأ فادحاً لتنشأ بذلك لحظات توتر في مفاصيل حياتية ومواقف بعينها تجعل العلاقة على صفيح ساخن .
وجاء ت مقولة العرض لتضع الحضور إزاء مشهدية محددة (الآباء تفيض جوانحهم حباً لفلذات الأكباد إلا أن الاحترام الكامل لتفضيلاتهم لايتحقق )
دوماً في مثل هذه الأجواء تتنامى الحيرة في اتخاذ موقف من أحداث العرض فليس هناك صواب قاطع ولاخطأ محض بقدر ماهنالك تفضيلات يمليها المزاج العام واختلافات تسمح بها فوارق العمر ومستوى الثقافة والزمن وتحولاته المختلفة.
تلك الفجوات يودعها وائل ووالده سعيد الشيبة في (ملف الحياة ) عبر مشهدية مسرحية يسقط فيها الجدار لصالح مشاركة رواد المقهي في اللعبة المسرحية بين حين وآخر فيما يستمر سجال الأجيال
لم يخل العرض الذي جاء عنوانه متوسلاً بلاغة السؤال وفضيلته ( ولّا مامعك قلب؟ ) وهو عن نص (ملف انجليزي) لفهد ردة الحارثي ودراماتورج وإخراج ناصر العُمري وتحت رعاية نادي الباحة الأدبي بالباحة بالشراكة مع غرفة المخواة من إشراقات مميزة ساعد في بروزها أداء الممثلين المتناغم ، كما جاءت خاتمته مغموسة في الانحياز للفن
معززة للإيمان بدوره في الحياة حين يغادر الآبن المكان مغاضباً والده ، لاتجدي توسلات الأب التي تقع تحت مؤثر صوتي لشيلة ( ولّا مامعك قلب؟ ) تخاطب وجدان الأبن المغادر ليجثو والده حزيناً لكنها لاتجدي نفعاً
ليأتي صوت الناي (المليء بالشجن ) والذي يمثل الحنين في ثقافة الجنوب فيملأ فضاء المقهى ليقوم بفعل يشبه (إعادة ضبط المصنع للابن)
فيهش لوالده ويحن عليه ثم حين يعود للبحث عن والده وسط الجموع معتذراً له تحت تحايا مرتادي المقهى.
مخرج العرض :
( خضنا مغامرة لتوريط الناس في خلق المناخ الثقافي ، وكان ذلك رهاننا ، وعمق جمالية اللعبة”
مخرج العرض ناصر بن محمد العُمري ثمّن الدعم والتبني من نادي الباحة الأدبي وغرفة المخواة وأكد أن مناسبة ⁧‫#اليومالعالميللمسرح‬⁩ 2022 مثلّت لفريق العمل فرصة لتجريب ماوصفه بتنويعة مسرحية ك ⁧‫#مسرح_المقهى‬⁩
وأضاف : ‏كانت تجربة وضعت تصوراتنا المسرحية ورؤانا الجمالية في مختبر التجربة.
مؤكداً أنه ‏”أن تجعل الأفكار حقائق ملموسة أن تحاول توريط الناس في خلق المناخ الثقافي والتأمل الجمعي، تلك كانت رهاناتنا،وهنالك عمق جمالية اللعبة”
وختم قائلاً : في زمن شيوع الثقافة السائلة وفي ظل رؤية تؤمن بمفاهيم جودة الحياة وأنسنة المدن وفنون الشارع علينادوماً الثقة في قدرة المسرح والفن على تحقيق تلك المفاهيم والمستهدفات
وزاد : دورونا اختبار قدرتنا على صناعة الفن وإنتاجه وتصدير قيمه وإيجاد مساحات له في تفاصيلنا اليومية .
أما الكاتب والممثل والمدرب المسرحي عبدالقادر سفر فاستحضر ذكرياته قائلاً : بالأمس كنا نمثل تحت رعاية ومظلة نادي الباحة الأدبي في أعلى قمة في الجزيرة العربية حيث جبل شدا العظيم وتجربة (كهفنة المسرح ومسرح الكهف ) من اجتراح ناصر العُمري إيضاً والليلة هانحن نعود في مساء ماتع يجمعني مجدداً بصديق المسرح( ناصر )
في ليلة مسرحية مختلفة تماما عن كل مارأيته من قبل
ويضيف : كانت تجربة مسرحية خارج الصندوق المسرحي المعتاد والتي جاءت مسرحاً أنيقا ورشيقا ومحببا للنفوس جمع بين المتعة المستدامة والفائدة المرجوة
امتد العرض عشرين دقيقة تقريبا
وماميز هذا العرض هو حداثة تجربته كلياً حيث كان المقهى ذلك الفضاء المفتوح للجميع هو المكان الذي حـوّله ناصر العمري بمهارة عالية (فكرة ً وأداء ) إلى مسرح جاذب وبسيط
وبرع اثنان من ممثلي الباحة وشبابها المبدعين في تقديم هذا العرض والذي استمتع جميع من في المقهى بهذه التجرية الفريدة في فكرتها ومضمونها وأدائها
أثبت نادي الباحة -السباق لكل جديد ومدهش -أنه نادي الوطن بامتياز وأنه مبادر لكل عمل أدبي / فني حديث يجمع بين الحداثة والطموح
صادق شكري وعظيم تقديري لكل من فكّر وخطط ونفذ
ورعى ذلك المساء المسرحي الجميل عبر فضاء حديث هو (مسرح المقهى).
وقال رئيس المركز الإعلامي بمنطقة الباحة الاستاذ محمد سعيد هضبان أنه فوجيء بوجود العرض لكنه لم يفاجأ بوجود شباباً يقود حركة المسرح بوعي
وأضاف هي تجربة فريدة وحديثة وفعل ثقافي واعي يؤمن بمفاهيم حديثة تجعل الفنون كائناً حياً ومحبباً
ويقول الإعلامي عمر الغامدي : ( أن صناعة المزاج العام المتصالح مع الفن تحقق)
وزاد: بلغة الإبهار جاءت تجربة مسرح المقهى الذي نظمه نادي الباحة الادبي في المخواة بالتعاون مع غرفة المخواة وانفتاحه وتواجده في أماكن عرض جديدة وغير تقليدية ونقله من الجدران المغلقة الى الفضاء المفتوح وبالقرب من الجماهير العامة وفي أماكن وجودها بعد أن ظل المسرح الكلاسيكي مقتصراً على النخب ومهجوراً هذا الانفتاح يخلق ثقافة مسرحية منفتحة ويؤصل لثقافة اجتماعية جديدة.
في مسرحية ” ولا ما معك قلب ؟ ” مارس أبطالها مسرحاً اجتماعياً تعرضّوا فيه للقيم الوطنية والاخلاقية والاحتفاظ بالقيم والشيم الأصيلة باسلوب خفيف ومرح خلق انطباعاً جيداً للمتلقين وزوار المقهى ورسم البهجة والفرحة على محياهم.
وبين بالقول : مسرح المقهى يفسح المجال أمام آخرين من المبدعين والشغوفين بالمسرح وبالفن عموما ومن ومما رأيت في مسرحية ” ولّا ما معك قلب ” ان جمهور مسرح المقهى كان مندمجاً ومشاركاً أكثر من كونه مشاهد ومتلقي للعرض المسرحي انطباع داخلي خلقته هذه المسرحية في نفسي وأصبحت اردد دون شعور ” ما معك قلب .. هو معك قلب مثل الناس ..والا معك قلب؟
عبدالله عطية العُمري أحد رواد المقهى قال
فاجأنا مقهى الخيال هذا المساء بمسرح من نوع آخر غير المسرح التقليدي خرج عن المألوف ( خشبة المسرح ) ، وتعتبر تجربة مثيرة … اراهن على نجاحها لانها تلامس الجمهور بكافة أطيافه ، والأجمل إنها تاتي الى الجمهور . ومن وجهة نظري أن التجربة ناجحة جدأ مع تزاحم الارتباطات وعدم وجود متسع من الوقت لتخصيصه للذهاب الى المسرح لمشاهدة عرض مسرحي يقدم على خشبة المسرح التقليدي
يشاركه الرأي عبدالله محمد سعد قائلاً :
أدهشتني التجربة ببساطتها وعمقها ومغامرتها
ولم تخل من المفاجأة حيث لم نتعود المسرح خارج فضاء الخشبة
وقال : أن هذا التقليد لم أشاهده إلا في رحلاتي في الدول الأوروبي حيث الأماكن العامة جادة للفن والعروض المسرحية والموسيقى

 

مقالات ذات صلة

إغلاق