المقالات

فضل الدعاء

 

بقلم : يوسف الطامي

بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ثم امابعد
أحبتي الكرام الدعاء الدعاء عبادة تؤجر عليها، دعاءك لله وطلب حاجتك منه جل جلاله لك فيها اجر وثواب،،،
يالله ما أكرمك ندعوك تحقق حاجاتنا وتكتب لنا اجر وحسنات،،،
الدعاء له معاني كثيرة منها:
دعاء العبد لربه سبحانه وتعالى بمعنى طلب العنايه به والمعونه من الله والرغبة فيما عنده،  الدعاء فيه إظهار الافتقار الي الله،،،
والتبرؤ من الحول والقوة واستشعار الحاجه الي الله والذل والانكسار والخضوع لله وحده لا شريك له، وفي الدعاء توحيد لله وتمجيد وتعظيم للخالق سبحانه وتعالى،،، وفي الدعاء توجه العبد الي الله وطلب مايحتاجه لإصلاح دينه ودنياه والدعاء من أعظم العبادات واجلها في الإسلام وقد امر الله به قال تعالى ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ﴾ [غافر: ٦٠] وقال ربكم – أيها الناس -: وحِّدوني في العبادة والمسألة، أجب دعاءكم وأعفُ عنكم وأرحمكم، إن الذين يتعظمون عن إفرادي بالعبادة سيدخلون يوم القيامة جهنم صاغرين ذليلين
قال صلى الله عليه وسلم :
(الدعاء هو العبادة،)
الدعاء من أعظم العبادات التي تدل على يقين العبد و صدق إيمانه بالله تعالى، وفي الدعاء من الفضل و الشرف ما يعجز اللسان عن وصفهما، وفيه من الأجر الذي لو أدركه المسلم لواظب على هذه العبادة و لزمها في الرخاء و الشدة، وفيه أسباب البركة و النجاة في الدنيا والآخرة، و أعظم ما في هذه العبادة هو وعد الله تعالى بالاستجابة لمن دعاه  ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾ [البقرة: ١٨٦] وإذا سألك – أيها النبي – عبادي عن قربي وإجابتي لدعائهم؛ فإني قريب منهم، عالم بأحوالهم، سامع لدعائهم، فلا يحتاجون إلى وسطاء، ولا إلى رفع أصواتهم، أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني مخلصًا في دعائه، فلينقادوا لي ولأوامري، وليثبتوا على إيمانهم؛ فإن ذلك أنفع وسيلة لإجابتي،
(فإني قريب) اقصر جمله تشعرك بالأمان بالقرب من الله بالاطمئنان وراحة البال والسكينة في القلب فسبحان من جعله في دعاءه وذكره راحة ا وآمن وآمان، سبحانه وتعالى عطاءه يتدفق،
وبابه لايغلق، يجيب دعوة المضطر، ويكشف السوء، ويغفر الذنب ويتوب على من شاء من عباده سبحانه وتعالى التواب الرحيم،
(ولم أكن بدعائك رَبِّ شَقياََ) لاتستعجل أمرا دعوت الله به،،
فلا تيأس ألح بالدعاء،،
فلا يشقى عبد دعا ربَه،،
اوقات اجابه الدعاء كثيرة ومنها:
الدعاء في السجود أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد.
الدعاء بين الأذان والإقامة لقوله صلى الله عليه وسلم:
(لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة).
الدعاء يوم الجمعة وتحري ساعة الاجابه وجاء في فضل يوم الجمعة حديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال
صلى الله عليه وسلم:
(خير طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق ادم وفيه ادخل الجنة، وفيه اخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة).
والدعاء عند الصفا والمروة،،
والدعاء عند شرب ماء زمزم،،
الدعاء يوم عرفه،
وبعد رمي الجمرات،
والدعاء في الروضه النبوية الشريفه صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الدعاء عند نزول المطر.
الدعاء عند الاستيقاظ من النوم،
لقوله صلى الله عليه وسلم( :من تعار من الليل فقال، لااله الا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمدلله، وسبحان الله، والله اكبر، ولا حول ولاقوة الا بالله، ثم قال اللهم اغفر لي، اودعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته).
الدعاء في آخر الليل فيه ساعه لايرد فيها سائل يدعو الله ويتضرع لربه، يناجي الله يدعوه بما يشاء.
الدعاء عند الكعبة، مستجاب بإذن الله إذا كان من قلب خاشع واثق بكرم الله سبحانه وتعالى، من قلب مخلص ليس فيه رياء ولا سمعه.
الدعاء قبيل الإفطار.. فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال:
(ان للصائم عند فطره دعوة لا ترد).
وهناك دعاء واجب علينا ندعو به كل يوم في صلاتنا الدعاء بالهدايه، الله عز وجل يحب أن ندعوه ان يهدينا (اهدنا الصراط المستقيم).
ومن دعاء الأنبياء والمرسلين:
دعاء آدم عليه السلام:
﴿قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾ [الأعراف: ٢٣] و سليمان عليه السلام دعاء الله عزوجل فسخر الله له الريح تنقله حيث يشاء، وسخر له الجن، ﴿قالَ رَبِّ اغفِر لي وَهَب لي مُلكًا لا يَنبَغي لِأَحَدٍ مِن بَعدي إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ﴾
﴿فَسَخَّرنا لَهُ الرّيحَ تَجري بِأَمرِهِ رُخاءً حَيثُ أَصابَ۝وَالشَّياطينَ كُلَّ بَنّاءٍ وَغَوّاصٍ﴾
دعاء ابراهيم عليه السلام:
﴿رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ﴾
يعقوب عليه السلام دعا ربه، وبث مافي قلبه من حزن وألم، الي الله، فستجاب الله له ورد عليه بصره واقر عينيه برؤية يوسف عليه السلام ﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾
يوسف عليه السلام دعا ربه بالثبات حتى الممات  ﴿رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ.)
الدعاء للوالدين :
﴿وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا)
الله عزوجل أمرنا بالدعاء للوالدين بالمغفرة والرحمه والدرجات العلا من الجنة،، احسانا لها واعترافا بفضلهما على الأبناء ،،، وكم يفرح الوالدين بسماع دعاء أبناءهم لهما في حياتهما،،، والدعاء بعد موتهما اهم وينفعهم بإذن الله وفي الحديث
(ولد صالح يدعو له).
يموت الوالدين قبل الولد،،،
فيدعو لهما الابن،،، فيستجيب الله الدعاء، فترتفع درجة الوالدين في الجنة برحمة الله وفضله، فيتعجبا من ذلك ويقولا من اين لنا هذا،
فيقال :باستغفار ولدكما لكما ،
ثم يموت الابن بعد ذلك وقد ارتفعت درجات والديه ،، فيلحق الولد بوالديه في اعلا درجات الجنة بفضل الله ورحمته مصدقا لقوله تعالى﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ كُلُّ امرِئٍ بِما كَسَبَ رَهينٌ﴾
رحمة الله وكرمه جعلت دعواتنا لوالدينا، رفعه لهم ولنا،،،.
ادعو لوالديكم،،
تحروا ساعات الإستجابه لعل الله أن يجمعناو إياهم في دار كرامته،،
اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب…
فلا تظلم احد ولا تجعل احد يدعو عليك.. بل كن ممن يدعى له.
مما يعين على استجابة الدعاء:
الأخلاص لله،
الصدق مع الله،
حسن الظن بالله،
من أسباب عدم استجابة الدعاء:
سؤال الله عز وجل مالا يجوز مثل سؤال الولد من غير زواج، من غير بذل السبب، أو الدعاء بالإثم او قطيعة الرحم.
اكل المال الحرام وجاء في الحديث( الرجل يطيل السفر اشعت اغبر يرفع يده الي السماء وماكله حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فإني يستجاب له.)
أحبتي الكرام :
الله سبحانه وتعالى كريم، وبر رحيم، ومن كرمه الا يرد دعاء عبده وخاصة إذا كان الدعاء بخشوع وخضوع وتوسل الي الله وسؤاله بأسمائه الحسنى الداله على كمال صفاته العظيمه.
ان رًبنا تبارك وتعالى حييّ، يستحي من عبده ان يرفع إليه يديه، بالدعاء، فيردهما صفرا، خائبيتين،
فاجتهدَوا بدعاء ربكم الرحمن الرحيم،الكريم
ابتهلوا إلى الله بالدعاء
يا الله يا الله

 

مقالات ذات صلة

إغلاق