المقالات
المجانين في بيّش
بقلم د : ضيف الله مهدي
بداية فأنا كلي أسف وأعتذر عن العنوان ، فالعنوان قوي ، ولكن الموضوع إنساني بالدرجة الأولى ..
فالمرض سواء أكان جسديا أو نفسيا أو عقليا ، الجميع معرض لأن يصاب به ، وهو ابتلاء واختبار ، فمن صبر فإن الله سيجازيه على صبره .. وذكر ابن القيم رحمه الله في كتاب الطب النبوي أن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا وجميع أنبياء الله ورسله الصلاة والسلام سأل ربه : ( من أين المرض يا رب ؟ ، فقال الله سبحانه : مني ! قال ومن أين الشفاء ؟ فقال الله : مني ، قال : فما بال الطبيب ؟ ، قال : رجل أو رسول أرسل على يديه الشفاء !! أو كما ذكر ابن القيم .
ومن هدي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ، طلب الشفاء .. فقال : ( تداووا عباد الله فما من داء إلا وله دواء عرفه من عرفه ، وجهله من جهله ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام . وكان من يمرض من أصحابه يحثه على الذهاب إلى طبيب العرب آنذاك الحارث بن كلدة .
وفي بيش الحبيبة عدد من الأشخاص المرضى ، مرضا عقليا ( فصام ) ، والأسباب له كثيرة..
لكننا نراهم يجوبون الشوارع وعلى أبواب المطاعم ، ينامون على الأرصفة ، وفي الطرق ثيابهم رثة وحالهم يدمي القلوب !!
تخلت عنهم أسرهم ، أو لم تستطع عمل أي شيء لهم .. إما لقلة ما باليد ، وإما لأي سبب من الأسباب !! .
المسؤولون ، والجهات المختصة ، والجمعيات الخيرية ، والشرطة ، والدفاع ، والمستوصفات والمستشفيات الحكومية والأهلية ، وأئمة المساجد والخطباء .. كلهم تخلوا عنهم ، ولم يكلف أحدا نفسه بالحديث عنهم أو التنبيه عليهم .. حتى تتم معالجتهم ، رغم وجود مستشفى للصحة النفسية بالمنطقة وعيادات نفسية ملحقة بالمستشفيات الحكومية .. ولكن الجميع نسيهم بل تناساهم وأهملهم ..
فهل تكون هناك التفاتة لهم ؟ ومن ثم معالجتهم !! .
وفي القرى والمحافظات الأخرى بالمنطقة أكيد يوجد هناك أشخاص مرضى مثل الذين في بيش .
فهل تتبنى الشؤون الصحية بالمنطقة ، أو أي جهة مسؤولة البحث عن هؤلاء المرضى ومعالجتهم ؟ .
آمل وأرجو ذلك ..