المقالات
من الجاني إزاء الضحية
بقلم : رباب أحمد إبراهيم زاهد
خلف الدموع ضحايا ..
وخلف النواح مرايا ..
كثير من القصص والحكايات الأسرية والاجتماعية المأساوية المغتصبة لأرواح الأطفال الأبرياء نسمع بها ونقرأ عنها
وبما توصلت إليه التقنيات الحديثة ألفنا نراها ونشاهد تفاصيلها تصل للمتلقي منها ما يصل بمؤثرات بالغة الأهمية مؤسفة ومحزنة ، والفصل فيها يبنى على مشاعر جياشة ملئية بالرحمة وإصدار الأحكام المطلقة و المطالبة بالعقوبة
تارة على تلك الخادمة التي أودت بحياة طفل ومرة أخرى على ذلك السائق الذي تجرأ واغتصب طفلة ..
فتدمى العيون
وتأن القلوب
ويستنكر منطق فطرة العقل الإنساني السوي السليم
في هدر حقوق الأطفال
فتعقد الحواجب غضباً
وتملأ الصدور كرهاً وحنقاً
وتصب جام قسوتها على تلك العمالة الوافدة المستقدمة
وبشكل وآخر وبأساليب مختلفة تتفق مشاعر الحزن بالسخط
على الكثير والكثير من مرتكبي الأحداث الإجرامية المماثلة
وحتى وقتنا الحاضر ورغم نشر وسائل التعليم والإرشاد والتنبيه من قبل الجهات الحكومية والمؤسسات التربوية
في كل فينة وأخرى
تعود تلك المآسي بالضرب على أوتار مشاعرنا الإنسانية
تزايد في عدد ضحايا اطفال الإهمال الأسري
وغرق الإحساس بالمسؤولية
في شاطيء الأنانية
والتمادي في الاتكالية
والثقة العمياء المطلقة بالغرباء وتكليفهم الإهتمام برعاية الأطفال ومنحهم وسام الوكالة العامة في الإعتناء بهم عوضاً عنهم
تتصدر الأخبار قصص التجني على صغار الأطفال الأسرية
وهم من أضعف مخلوقات المجتمع وما يماثلها
من جرائم جسيمة وانتهاكات أثناء الحروب وحرمانهم المتعمد من المساعدة الإنسانية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة
كل ذلك ساعد على نشوء كثرة رثاء هموم الضحايا من الأطفال الأبرياء لمختلف أشكال العنف الكوارث البشرية والطبيعية
وما أكثرها وما أحقرها تلك الهموم
أمام طفل لا يتجاوز عمره الخمس سنوات حبيس بئر ضيق من تراب وصخور
الداخل فيه مفقود
والخارج منه مولود
بئر عميق أعمق من إدراكه الطفولي ليس ببعيد عن لعبه وخطوات قدميه الصغيرتين
حُفر عشوائياً في برحة مسكنه
دون توخي سبل الوقاية لحمايته من السقوط فيه !
ليصبح مشهد وقضية رأي عام
ألم وأسى على والديه ورجاء ودعاء لنجاة طفل صغير من حضن جب البئر
رحمة إنسانية وشفقة بشرية
وحزناً وألماً على الطفل الضحية
ومع غموض ملابسات السقوط .!
ووسائل طرق الإنقاذ البدائي البطيء .!
رغم تطور حداثة الآليات المنقذة في الدول المتقدمة
والشواهد كثيرة
يجبرنا المشهد للتساؤل ؟
من الجاني إزاء الضحية .