المقالات
الأئمة الجدد
بقلم د : ضيف الله مهدي
بدأت أصلي وأنا تقريبا في الصف الثاني الابتدائي صلاة صحيحة ، وقبل ذلك صلاة الأطفال الذين لا يميزون . من حسن حظي أنني من معشر شهر رجب ، يعني مولود في ٧/١ ، وجيل من أقراني الذين عاشوا فترتين – إن جاز التعبير – فقد عاصرنا الشيوخ المتخرجون في مدارس الشيخ عبد الله القرعاوي يرحمه الله الذين تولوا الإمامة والصلاة بالناس محتسبين ذلك عند الله تعالى ، ثم البعض منهم كافأته الدولة براتب إمام وإني أذكر أئمة ومؤذنين رفضوا أخذ رواتب على الصلاة بالناس والنداء بالأذان . أؤلئك يرحم الله من مات منهم ويمتع بالصحة والعافية من بقي منهم. كانت الصلاة خلفهم راحة ومتعة ، يجيدون القراءة والركوع والرفع منه والسجود والاعتدال منه والجلوس بين السجدتين والتشهد الأول والتشهد الأخير .. وكانوا بصفة عامة يصلون لأنفسهم وللمأمومين . وإذا سمعوا بسبحة أو تنحنح متأخر عن الصلاة يطيلون الركوع حتى يلحق الركعة . وممن أذكر وصليت خلفهم الشيخ محمد بن علي مطاري والشيخ منصور بن فتحي عطية والشيخ إبراهيم بن مطاعن فقيه والشيخ الحسن بن علي عكيري والشيخ إبراهيم بن محمد المشافا والشيخ يحيى بن إبراهيم مليحي والشيخ جبريل بن يحيى حكمي والشيخ منصور بن غانم فقيه والشيخ إدريس المجيردي وأستاذي الشيخ اليمني حسن بن إبراهيم الخميسي رحمهم الله تعالى والشيخ إبراهيم بن محمد الأعجم متعه الله بالصحة والعافية ثم بعدهم الشيخ موسى بن علي وشيلي يرحمه الله والشيخ محمد بن شامي شيبة والشيخ مطاعن بن شامي شيبة والشيخ سعود بن شامي شيبة متعهم الله بالصحة والعافية وغيرهم ممن لم تسعفني ذاكرتي الآن بأسمائهم ، ثم جاء جيل ما بعد ١٤١٥هـ .. الأوائل الذين ذكرتهم كانوا يصلون صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطيلون الركوع والسجود وفي الركعة الأخيرة يقرؤون التشهد الأول والتشهد الأخير ويدعون ربنا آتنا في الدنيا حسنة … إلخ. ويتعوذون من عذاب النار وعذاب القبر ومن فتنة المسيح الدجال ومن فتنة المحيا والممات .
وتُعرّف الصلاة في اللُّغة بأنّها الدُّعاء، لقول الله -سبحانه وتعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).. أي ادعُ لهم.
وقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا، فَلْيَطْعَمْ)؛ أي فليدعُ بالبركة والمغفرة والخير، وأمّا إن كانت الصلاة من الله تعالى ، فتعني الثناء الحسن، وأمّا إن كانت من الملائكة فتعني الدُّعاء. والأصل في اللُّغة أنّ لفظ الصلاة كان لِلدُّعاء، ثُمّ أصبح يعني في الشّرع الصلاة المعروفة، وسُمّيت الصلاة بذلك؛ لأنّها تحتوي على الدُّعاء .
تعريف الصلاة اصطلاحاً
تُعرّف الصلاة في الاصطلاح الشرعيّ بأنّها عِبادةٌ لله تعالى ، ذاتُ أقوالٍ وأفعالٍ مخصوصةٍ ومعلومةٍ، تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم، ويُقصد بالأقوال أي القِراءة، والتكبير، والتسبيح، وغيرها، وأمّا الأفعال فهي القيام، والرُّكوع، والسُّجود، وغيرها.
حُكم الصّلاة
تُعدُّ الصلاة الرُّكن الثاني مِن أركان الإسلام، وعمادُ الدين، وتأتي في الفرضية بعد الشهادتين، لِقول النبي عليه الصلاة والسلام : (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، ، وصَوْمِ شهر رَمَضَانَ والحج إلى بيت الله الحرام لمن استطاع إلى ذلك سبيلا . والصلاة من أفضل وأحب الأعمال إلى الله تعالى ، كما أنّها أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فهي سببٌ لِلفلاح والفوز لِمن حافظ عليها، وسببٌ لِلخسارة لمن ضيّعها وتساهل فيها، ولأهميّتها فقد كانت الوصية الأخيرة للنبي عليه الصلاة والسلام ، وتُعدُّ الصلاة العِبادة الوحيدة التي لا تسقط عن الإنسان المُكلّف ولا تنفك عنه طوال حياته ما دام عقله يعي كل ما حوله .. والصلاة التي يُريدُها الله تعالى هي الصلاة التي يخشع فيها صاحبها، ويُحافظ عليها بِشُروطِها وآدابِها.
الأئمة الجدد لأنهم ولدوا في عصر السرعة والتكنولوجيا فتعاملوا مع الصلاة كتعاملهم في عصر السرعة ، فإن سمعوا متأخر ويريد يلحق الركعة يسبح أو يتنحنح أو حتى لو قال : تأخر يا ولدي ألحق معاكم ما انتظره ولا أطال الركوع فهم لا يركعون جيدا ، بل إنك تركع خلفهم فيدوب تلحق تسبح تسبيحة أو اثنتين والسجود كذلك والجلوس في الركعة الأخيرة لا تكاد تنتهي من الشهد الأول وإذاهم يسلمون .. في الركعة الثالثة والرابعة السرية لا تكاد تصل لإياك نعبد وإذاهم يركعون .. سرعة عجيبة فيهم تنرفز وتغيظ من يعرف الصلاة الحقيقية .. كان نبينا الكريم إذا ركع استقام ظهر ولو وضعت على ظهره قطرة ماء بقيت في مكانها ما تحركت حتى يرفع ، واليوم ظهورهم منحنية وأرجلهم أثناء السجود مفلخة يدخل من بينها ( قلاب هينو) ، وحقيقة لا أصلي صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام في الوقت الحاضر إلا خلف الشيخ محمد بن شامي شيبة متعه الله بالصحة والعافية ، وأطلب من فضيلته عمل دورات للأئمة الجدد ويصلي بهم جميع الفروض حتى يتعلموا منه وينظروا لقدميه أثناء سجوده .