المقالات

( فى رحاب الإسراء والمعراج )

 

أشرف عودة:
*********************
يقول الحق تبارك وتعالى فى كتابه العزيز وهو أصدق القائلين:(( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )) هذه الآية الكريمة جاءت في أول سورة الاسراء وفيها تقديس وتنزيه لله سبحانه وتعالي الذى لا يعجزه شىء فى الأرض أو فى السماء (( إنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) وفى نفس الوقت هى تكريم وتشريف للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى عانى الوانا من المحن والمضايقات التى لاقاها من مشركى قريش الذين لم يرعوا للموت حرمة
[خاصة بعد أن فقد صلى الله عليه وسلم اعز واحب الناس إلى قلبه زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها وعمه ابا طالب فى عام واحد سمى عام الحزن ترك صلى الله عليه وسلم مكة واتجه إلى الطائف عله يجد قلوبا رحيمة تؤمن بالله وحده ولكنهم كانوا اكثر كفرا وايذاءا فسلطوا سفهاءهم فرموه بالحجارة حتى دميت قدماه الشربفتان فتوجه إلى ربه شاكيا : (اللهم إليك اشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس ياارحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربى إلى من تكيلنى إلى بعيد يتجهمنى ام الى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب على فلا ابالى ولكن عافيتك هى اوسع لى اعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غصبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولاقوة إلا بك )) ومن هنا ومن قلب كل المحن كانت المنحة الربانية العظيمة رحلة الاسراء والمعراج التى اطلع الله حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فيها على حقائق غيبية وأسرار كونية لم يطلع عليها أحد قبله من العالمين(( لقد راى من آيات ربه الكبرى)) ونلاحظ هنا أن الله تعالى يصف نبيه صلى الله عليه وسلم بالعبد فى قوله(( اسرى بعبده)) والعبد لله هو الحر المطلق مما سوى الله وحده فهو لايخضع ولايذل لأحد إلا لله سبحانه وتعالي فجاءت الدعوة من الله سبحانه وتعالى لضيافة حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم تكريما له وتجديدا لعزيمته وثباته على الحق وكأن الله تعالى يقول له: إن ضاقت بك الأرض فاهلا بك فى السماء وإن جفاك اهل الأرض فمرحبا بك بين ملائكة السماء فاسري به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهناك التقى باخوانه الأنبياء وصلى بهم ثم عرج به إلى السماوات العلا فتقابل مع ابيه ادم عليه السلام فى السماء الأولى وفى الثانية تقابل مع ابنى الخالة سيدنا عيسى وسيدنا يحي عليهما السلام وفى الثالثة مع يوسف عليه السلام وفى الرابعة مع ادريس عليه السلام وفى الخامسة مع هارون عليه السلام وفى السادسة مع موسى عليه السلام وفى السابعة مع أبى الانبياء ابراهيم عليه السلام ، وعن ابراهيم عليه السلام يقول صلى الله عليه وسلم:( فاذا انا بابراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور) والبيت المعمور يدخله سبعون ألف ملك لايعودون اليه إلى يوم القيامة ورحلة الاسراء بدأت بشق صدره الشريف وانتهت بهدية عظيمة من رب كريم هى الصلاة فكانت نورا وهدى ومعراجا للمؤمنين وعن رحلة الإسراء والمعراج يقول الامام البوصيرى رحمه الله: سريت من حرم ليلا إلى حرم *** كما سرى البدر فى داج من الظلم ____ وبت ترقى إلى أن نلت منزلة*** من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم ___ وقدمتك جميع الانبياء بها*** والرسل تقديم مخدوم على خدم___وانت تخترق السبع الطباق بهم *** فى موكب كنت فيه صاحب العلم ( وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

 

مقالات ذات صلة

إغلاق