المقالات
( نفحات شهر رجب)
بقلم الشيخ أشرف إبراهيم
مازلنا في رحاب شهر الله المحرم شهر رجب ومازالت نسائم الرحمات والبركات والخيرات تهب علينا وتطمئن قلوبنا(( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) وشهر رجب هو شهر السلام والتسامح والصفاء، فهنيئا لمن كان فيه وقد صفى قلبه من كل شائبة تغضب الله سبحانه وتعالى
وأصبح عامرا بالحب ومتمنيا الخير للجميع، فما أعظم أن يكون هذا الحب لأهل بيتك الذين جعلهم الله سكنا ورحمة وقرة عين حيث نرى الصالحين يدعون ربهم قائلين(( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما )).
ومن هنا جعل الله سبحانه وتعالى للحياة الزوجية قدسية خاصة ومكانة سامية؛ فسمى الزواج ميثاقا غليظا وأمرنا بالمعاشرة الطيبة فقال سبحانه وتعالي(( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا))
ولابد لنا أن نعرف أن الكمال لله وحده والعصمة للأنبياء والرسل فقط، وما عداهم من البشر معرضون للخطأ والصواب.
فلنحذر جميعا من كلمة الطلاق لأنه يهدر بيوتا أمرنا الله أن تبنى على أساس من السكن والمودة والرحمة يقول تعالى(( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون))
فالطلاق ولعياذ بالله يحمل العديد من المخاطر والآثار السلبية على الأسرة والمجتمع،
وخاصة إذا كان هناك أطفال بين الزوجين فيسببب لهؤلاء الأبرياء مشكلات نفسية واجتماعية بل يجعلهم عرضة للاضطراب النفسى والانحراف السلوكى، ومن الممكن استقطابهم لأبناء الشيطان من تجار المخدرات أو مهربى السلاح أو الإرهابيين الذين يعيثون في الأرض فسادا، ويشيعون التطرف والعنف والرعب في ربوع البلاد؛ فالعاقل هو الذى لايندفع من أول وهلة إلى الطلاق بل يتريث ويستشير أهل الخبرة والعقلاء من أهله ومن أهلها، ويستعين بأهل الحكمة والصلاح والتقوى؛ كى يتدخلوا تدخلا كريما وقبل كل هذا إخلاص النية لله ورجاء الإصلاح بينهما، وصدق الله العظيم إذ يقول : (( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من اهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا )) * هذا وبالله التوفيق