المحليات

أدباء ومثقفون: مسابقة “أقرأ” ترسم حالة فريدة لمستقبل الثقافة والأدب العربي

 

الظهران- نجاة الغامدي

أبدى كتّاب وأدباء ومثقفون تصوّرهم لمسابقة “أقرأ” بمساراتها المتنوعة، والتي سيتم الإعلان عن نتائجها في مارس المقبل للفئات العمرية المشاركة، معتبرين أن المسابقة رسمت خارطة طريق جديدة كمتنفس للأجيال القادمة، بوصفها وسيلة للتنمية الفكرية والمهارات الذاتية، كما أن الملتقيات التي نُظمت خلال المسابقة بمرحلتها الأولى والثانية ساهمت في استحداث مجتمع معرفي يقود إلى حالة من التنوّع الثقافي والتمازج بين الأجيال،لكونها رحلة صانعة للتحول لكافة المشاركين، لاسيما أن المسابقة تتوهج سنويًا لإيقاد شعلة المنبر الثقافي العربي المكتسب زخمًا من أنواع فنون الأدب العربي.

النظام الثقافي

حسن مدن وهو كاتب وناقد بحريني، شارك في جلسات الملتقى الإثرائي الثاني الذي أقيم ضمن فعاليات برنامج إثراء القراءة “أقرأ” بنسخته السابعة، أوضح أن الجلسات الإثرائية في الملتقى اتسمت بكم هائل من العلاقات الاجتماعية والثقافية، لما للروابط من دور أساسي في منح سيل من تبادل الأفكار التي تسهم في رفع مستوى التلاقح الفكري والثقافي، فالشد والربط والتأييد ونظيره وغيره من متناقضات تساعد على الوصول إلى لبنات أساسية في مجتمع المثقفين وهم في مقتبل العمر وهذه سمة المجتمعات المتقدمة، لذلك عززت المسابقة توثيق العلاقات بين المثقفين مع رفع حصيلة شتى لأنواع الأدب والمعرفة فضلًا عن تطوير البنية التحتية الثقافية، مبينًا أن إناء الملتقى يمتلأ صباحًا ومساءً بوجبات ثقافية شكّلت ما يسمى بـ النظام الثقافي.

مجتمع معرفي

من جانبه، فضّل حسين بافقيه مؤرخ وروائي سعودي، أن يدرج مسابقة “أقرأ” ضمن جدولة الحظ الحَسن للجيل الحالي، قياسًا مع الأجيال السابقة، موضحًا أن ما تضمنته المسابقة بأدق تفاصيلها ما هو إلا “ثِقل من حُسن الحظ فهم محظوظون فعلًا، عكس ما شهده جيلنا الذي كان يعتمد على الذات ويعيش حالة من العُزلة الثقافية، لاسيما أن غياب العلاقات الاجتماعية له تأثير على جيل الكتّاب القدامى”، واصفًا مشهد المسابقة بأنه “مجتمع معرفي متكامل”.

امتزاج ثقافي

فاضل التركي أحد المتحدثين في الملتقى الإثرائي الثاني مختص في مجال الموسيقى نظريًا وعمليًا، توقع أن تسهم مسابقة “أقرأ” في تخريج جيل قادر على الإلمام من شتى الروافد الأدبية، معتبرًا أن المسابقة ما هي إلا فرصة تمنح المشاركين غذاء عقلي عبر سلسلة جلسات من البحث والنقاش، لاسيما أن للقراءة تأثير على العملية الفكرية والتفكيرية؛ لارتباطها المباشر في تحفيز العقل وتوظيف مهارات التفكير الناقد، ما يعزّز من رسم صورة ثرية للمستقبل تواكب متطلبات المرحلة الراهنة، قائلًا ” اللقاء الذي جمعني بالمجموعة الشبابية الذين وصلوا لهذه المرحلة في مسابقة “أقرأ” أدركت من خلاله أن المسابقة ماهي إلا تجسيد للحراك الثقافي الذي تشهده المملكة، فاحتكاك المتسابقين بذوي الخبرة من الأدباء والمثقفين والمفكرين والمؤرخين يمنحهم فرصة لتخيّل أنفسهم في مشرب واحد وتخيّل مستقبلهم أيضًا، وكيف سيكونون وماذا يريدون، مفيدًا بأن الامتزاج الثقافي حالة يعيشها العالم وتنتعش بشكل تصاعدي.

نتاج ثقافي

بدوره، ضم بندر الحربي رئيس تحرير مجلة القافلة صوته إلى متحدثي الملتقى، مؤكدًا عُمق العلاقة بين الأدباء والكتّاب والمهتمين بروافد الأدب العربي من العصر الحالي، معتبرًا أن مسابقة “أقرأ ” ما هي إلا نتاج ثقافي يمزج بين الحداثة والمعاصرة بطابع تاريخي عريق، يعود إلى جذور ورواسخ الأدب العربي بشتّى أصنافه سواءً في السرد أو الشعر أو النثر أو الرواية.

عمل تنظيمي

الدكتور عبد الله المطيري أستاذ أصول الفلسفة في جامعة الملك سعود، أبان أن المسابقة شكل من أشكال العمل التنظيمي، حيث عملت على خلق حالات فردية نابعة من الحوار البنّاء الذي يسهم في التنوّع الثقافي والاجتماعي الناجم عن التواصل بين الأجيال، لاسيما أن القرّاء يمكثون طويلًا داخل تفاصيل المجتمع الثقافي.

وعلى الرغم من اختلاف التعابير الوصفية حول مسابقة “أقرأ”؛ إلا أنها بوتقة واحدة صهرت آراء المتحدثين والمشاركين حول واقع ومستقبل المسابقة التي يقيمها “إثراء” سنويًا، لاعتبارها “حدثًا ثقافيًا يحوي مخزونًا أدبيًا إبداعيًا، يسهم في دوران محركات العقل بطابع مستدام.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق