المقالات
تقنيات المستقبل على مائدة (LEAP)..
بقلم: كنانة ربيع دحلان
تتسارع خُطى التطوير في بلادنا يوماً بعد يوم لتصب جميعها في بوتقة المشروع النهضوي الكبير الذي رسمتْ خارطته رؤية المملكة 2030.
ولعل الحرص الواضح على نشر وصناعة المعرفة الرقمية وتعزيز المحتوى التقني وتعميم الوعي بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتنشيط دور المجتمعات التقنية في كل ما يستجد في مجال التقنية هو إحدى الوسائل الفاعلة المُستمدة من مستهدفات الرؤية التنموية في تحقيق التنمية المستدامة.
من هنا جاء انعقاد مؤتمر (LEAP) في الرياض خلال الفترة من (1-3) فبراير المقبل، وهو واحد من أضخم المؤتمرات التقنية في العالم والذي يشارك فيه نحو 700 مبتكر وشركة حول العالم بما يشكِّل ملتقى لمناقشة التحديات الاجتماعية والثقافية التي تواجه العالم عبر حلول مبتكرة تقدمها تلك الشركات.
ما يبعث الأملَ في مخرجات هذا الملتقى الضخم الذي يستهدف حضور نحو 40 ألف زائر واستضافة 350 متحدثاً.. هو خبرات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والاتحاد السعودي للأمن السيبراني في تنظيم مثل هذه المؤتمرات الكبيرة، إضافة إلى ريادتهما الرقمية محلياً وإقليمياً وعربياً.
إن مؤتمر (عين على المستقبل) هو بمثابة منصة عالمية لمنظومة الابتكار وحلقة وصل بين مبتكري التقنية ورواد الأعمال والجهات الحكومية والمستثمرين بغرض التعرف على تقنيات المستقبل، الأمر الذي يجسد حرص المملكة على مواكبة التطورات والمتغيرات المتسارعة في العالم تحقيقاً لمستهدفات الرؤية التنموية في تقنيات المستقبل وقطاعاتها الواعدة.
هذا المؤتمر الذي سيتناول موضوعات فاعلة من قبيل تقنيات الرعاية الصحية لتحسين جودة الحياة، وتمكين الإنسان من خلال الروبوتات، والتقنيات المعززة للأمن الغذائي والمائي في المنطقة، ناهيك عن أبرز تقنيات التعليم والاقتصاد الإبداعي ورفاهية المجتمعات، وتقنيات ريادة المنطقة في النفط والغاز، وأثر التقنية في تطوير مصادر الطاقة، إضافة الى ثرائه بموضوعات تتناول الثورة الصناعية الرابعة والمدن الذكية ومواصفات مدن المستقبل.. نقول: إن هذا الزخم الكبير من الموضوعات يبعث برسالة مفادُها أننا نعيش في عصر ثورة التقنية والابتكار التي تشكل العصب الرئيس لاقتصادات العالم، الأمر الذي يستدعي المواكبة لكل هذه المتغيرات بل وإثبات الريادة السعودية كمركز رقمي إقليمي في مجالي الابتكار والتطور التقني، بكل ما يستتبع ذلك من رسم خارطة للمستقبل التقني العالمي الذي تكون فيه المملكة مركزاً عالمياً للتقنية.
إن التلاحق المستمر لهذه المؤتمرات العالمية في الرياض يؤكد التزام المملكة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وحرصها على تحقيق التحول الرقمي الفعال الذي يعتبر أحد البرامج الأساسية في رؤية 2030 والذي يستهدف بناء مجتمع رقمي وإنشاء منصات رقمية بما يسهم في تحسين التنافسية، والتأثير الفاعل على الوضع الاقتصادي، وخلق وطن رقمي عبر استقطاب الاستثمارات والشراكات المحلية والعالمية في مجالات التقنية والابتكار، وبما يدعم منظومة الاقتصاد المعرفي التي تتوشح بها المملكة.
* رئيس عمليات شركة إيدلمان – خبيرة التواصل الإستراتيجي