بقلم : رباب أحمد إبراهيم زاهد
في سرادق العزاء الإنساني
يواسي بعضنا البعض بالبكاء تارة
وبالدعاء غالباً
والبعض الآخر لربما بالصراخ ..
شعائر جنائزية متعارف عليها
في حال موت أحدهم
تختلف من مجتمع لآخر
ومن ديانة وأخرى
عاى حسب المعتقد
وما تكنه المشاعر تجاه بعضهم البعض
تفسير طبيعي لمعاناة الرحيل
وإلهام مؤلم لقصائد الرثاء
تجعلنا نقف وقفة تأمل وتساؤل .!؟
نحو مرادفات المواقف والمشاعر الإنسانية
تجاه الكائنات البشرية الأخرى
فلم يعد الإنسان وحده الكائن الذي يُحزن لفقده
والحزن على فقدان حيوان أليف وعزيز على القلب
قد يكون بالشدة نفسها التي تصيب المرء
من جَرّاء وفاة شخص مهم في حياته ..
وفي ظاهرة تربية الكلاب .
والمنتشرة بقوة في مجتمعنا
العربي والسعودي الخليجي
عند فئة الشباب وكذلك الأطفال
وهلما جرى ممن تخطوا مراحل العمر
نجد العرف بالاهتمام والرعاية ظاهرة حميدة
ألا وهي ( الرفق بالحيوان )
إذا لم تتخطى الجوهر الأساسي والشرعي
للمسمى والعطاء المعنوي الرباني
في مسار ( الرحمة )
دونما القفز على أسوار التقليد الأعمى
تحيزاً لنوع من أنواع مظاهر البذخ والثراء
ظاهرة تربية الكلاب …
في توجه عشوائي منتشر
لمجتمعات لا تزال غافلة
عن خطورة موج التأثر والمؤثر
والتعلق ومولد عاطفة جياشة بين
( الكلب وصاحبه )
فئة قليلة جداً من الناس من تدرك
حجم خطورة فقدانه عند متبنيه
بل المتبني نفسه لم يدرك ذلك
قبل التعلق به
ومن السهل جداً عند موت كلبه
الدخول في صراع مشاعر الحزن
وأمراض نفسية غير مرئية
فالإحساس بحد ذاته بالوحدة والأسى
سبباً في الإصابة بآثار
مرضية وخيمة متلاحقة
من شأنه أن يترك أثراً وفراغاً كبيراً في حياته
تتجاوز حدود الفقدان نفسه
فقدان حيوان أليف
ولربما له تأثير على الكثير من
جوانب الهوية الشخصية
في ظل تلك التوجهات الخاطئة
التي لم يتقبل بها المجتمع ككل
ولا تزال تستدعي ردودًا مثل ؛
“إنه مجرد حيوان”
”يمكنك اقتناء غيره “
مجتمع غافل عن الجوانب المختلفة
التي تتأثر من خلالها حياة إنسان
بفقدانه حيوانه الاليف
أي كانت هذه الجوانب
ملموسة أو عملية أو مبطنة
في تراشق كلمات مليئة
بالسخرية المحبطة
متناقضة مع كتلة مشاعر الإنسان الطبيعية
ونادراً جداً ما تكون مغلفة برثاء مشاعر الرحمة
والنابعة من وجدان أحاسيس مشاهدة مرهفة
أودعها الله في قلوب عباده .
لنجد أمامنا السؤال الذي يطرح نفسه
ثم ماذا بعد ذلك .. ؟
ماذا بعد مظاهر الوباء والتليف الاجتماعي ..؟
المؤلم والمؤسف
والتي لم ينزل الله بها من سلطان .!
ماذا بعد محاكاة لسلوكيات
لم نعتاد عليها ..!
ووضع المجتمع في خانات من الإحباط
الجميع في غنى عنها
على حد سواء
الصاحب و المصاحب .
|