المقالات

المعيارية

 

عندما نكون في موقع يحتم علينا الحكم والتحكيم والفصل علينا أن نستشعر الأمانة والمهنية والحيادية ومع ذلك يجب أن يكون لدينا معايير دقيقة للتحكيم وليس الموضوع اجتهادي او ارتجالي أو اعتباطي او مزاجي أو انتقائي.

وحقيقة إن الانتقائية في تقييم القصائد والشعر وفقًا لرغبات شخصية واعتبارات مزاجية وتقديم قصيدة على أخرى كون ذلك الشاعر صديقًا أو قريبًا بعيدًا عن الأمانة والمهنية والمعيارية العادلة والدقيقة يعتبر كارثة.

وكأنني أرى أحد بل أهم أسباب تردي الساحة الأدبية هو تلك المحسوبية دون حيادية ومصداقية وشفافية ومهنية صادقة ومخلصة للأدب والشعر ..

والقصيدة هي شكل من أشكال الفنّ الأدبي، تقوم على سرد موضوع بطريقة الأبيات، سواء كانت هذه الأبيات طويلة أو قصيرة ، وعلى الشاعر في القصيدة أن يُراعي الوزن والقافية وخصوصًا في الشعر العامودي ، وعليه أيضاً استخدام الألوان البديعية واللغوية لتبدو القصيدة جذابة وممتعة في القراءة، بينما الخصائص الموضوعية فتختلف من قصيدة لأخرى تبعاً للزمن الموجودة فيه،والغرض الشعري..

وحقيقة لو نظرنا إلى التراكيب النحوية واللغوية الشعرية لظهر لنا أنّ الجملة هي بؤرة التحليل اللغوي ، ولابد من دراسة الأساليب والوسائل المستخدمة في سرد القصيدة، هل هو أسلوب خبري بأنواعه ومن هذه الأساليب الإنكاري، والطلبي، أو أساليب إنشائية منها الأمر والتعجب والقسم، والنداء والاستفهام، والشرط، وكذلك القسم.
وكذلك الصور البيانية، وتضمن المجاز، والتشبيه، والاستعارة بأنوعها، والكناية،والخيال والرمزية .

والحديث يطول في التحليل الشعري المنصف والذي يعتمد على معايير وعناصر شعرية نقدية دقيقة يُعتمد عليها بطريقة عادلة ومنصفة في مفاضلة القصائد..

ولكنا للأسف في الواقع لا نجد ذلك وإنما نجد مُحكمين يعتمدون على أهوائهم الشخصية ..
والسؤال ماهو الناتج الأدبي المُرتقب إذا سلمنا لهم بذلك ؟!!!

دمتم بود ..

د/علي بن مفرح الشعواني

 

مقالات ذات صلة

إغلاق