|
أمل مصطفي
الجزء المحذوف من كلماتنا ، النظرة التي نحتفظ بها حين نستدير ، الأحلام التي لا نخبر بها احدا ، هى نحن فى الحقيقة …
لا تكسر ابداً كل الجسور مع من تحب فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاء آخر يعيد ما مضى ويصل ما انقطع، فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربما انتظرك عمر أجمل.
اذا اكتشفت أنّ كل الأبواب مغلقةً، وأنّ الرّجاء لا أمل فيه، وأنّ من أحببت يوماً أغلق مفاتيح قلبه والقاها في سراديب النّسيان، هنا فقط أقول لك إنّ كرامتك أهم كثيراً من قلبك الجّريح حتّى وإن غطّت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح فلن يفيدك أن تنادي حبيباً لا يسمعك، وأن تسكن بيتاً لم يعد يعرفك فيه أحد، وأن تعيش على ذكرى إنسان فرّط فيك بلا سبب ، في الحب لا تفرّط فيمن يشتريك، ولا تشتري من باعك ولا تحزن عليه.
عندالفراق لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له ألم البعاد ، لأنّه سيغيب ليرمي ما حمله، ويعود لنا قمراً جديداً، ولا تقف أمام البحر لتهيج أمواجه، وتزيد على مائه من دموعك ، لأنّه سيرمي بهمّك في قاع ليس له قرار، ويعود لنا بحراً هادئاً من جديد، وهذه هي سنّة الكون، يوم يحملك ويوم تحمله.
عند الفراق، اجعل لعينيك الكلام فسيقرأ من أحبّك سوادها، واجعل وداعك لوحةً من المشاعر، يستميت الفنّانون لرسمها ولا يستطيعون ، فهذا آخر ما سيسجّله الزّمن في رصيدكما.
|
