– ايزنهاور
…………………….
أندريه مالرو.. ارنست همنجوي.. محمد حسنين هيكل.. جمال الغيطاني وغيرهم من أدباء العالم وحّدهم جميعا انهم ادباء عالميون عملوا في بدايات حياتهم كمراسلين حربيين.
هؤلاء واجهوا مخاطر الموت ونقلوا للعالم اخبار الحرب في حينها، ثم كتبوا فظائعها في روايات عالمية او اعمال ادبية كما فعل همنجوي في رائعتيه «لمن تقرع الاجراس» و«عبر النهر ونحو الأشجار»، وفعل ذلك مالرو في روايتيه «الأمل» و«الغزاة».
والمراسل الحربي ليس بالضرورة ان يكون اديبا ولكن يفترض فيه الحد الأدنى من الوعي بما يجري في الميدان، وان يعرف القوانين والمواثيق العالمية التي تحمي الصحفيين، وبالطبع يفترض فيه الشجاعة والقدرة على رؤية وتحمل فظاعات الحرب ولا إنسانيتها واذا ما كان ذا خلفية عسكرية فهذا افضل.
وصحف العالم الكبيرة وقنواتها التلفزيونية توفر لمراسليها تدريبات معينة ليكونوا مراسلين حربيين جيدين، وتتضمن هذه التدريبات الإسعافات الأولية واللياقة البدنية واساليب النجاة حفاظا على حياتهم، إضافة الى مبادئ استخدام الكاميرا والتراسل، فهل توفر قنواتنا العربية مثل هذه التدريبات لمراسليها؟ وهل هم بدورهم يقدمون مادة إعلامية تضيف للخبر وتشبع فضول المشاهد القلق المتعطش؟.
المراسل الحربي والإعلام الحربي هو جزء من الإعلام والإعلام جزء هام من المجهود الحربي في عالم يُتلفز فيه كل شيء حيا على الهواء ويغدو المراسل العسكري المتمرس عنصرا هاما جدا في الشأن الحربي وفي فن الحرب هناك الآن ما يسمى بـ«Cnn factor» أو عنصر السي إن إن، ولهذا العنصر الإعلامي تأثير كبير على الرأي العالمي، وهو عنصر يجب أن لا يغفله السياسيون أو القادة العسكريون وكلنا يتذكر «كريستيان آمانبور» مراسلة السي إن إن اثناء حروب الخليج والعالم، وكيف نقلت الكثير من الصور التي ترسخت في الذاكرة وكان لها تأثير على الفعل السياسي والعسكري.
المراسل الحربي عمل لا يجب أن يوكل للمبتدئين والهواة ومحبي المغامرة، وهؤلاء قد يرسلون رسائل خاطئة مستخدمين تعبيرات غير دقيقة وغيابهم أفضل من حضورهم في زمن يلتقط كل شيء ويعيد إرساله وتفسيراته الخاصة به، ولكم دفعنا أثماناً كبيرة بسبب نظرتنا إلى الإعلام كعنصر خبري ودعائي لا أكثر رغم أن الإعلام الجديد ينقل ويفصل كل شيء في حينه مطلقاً رصاصة الرحمة على إعلام لن يشاهده أو يقتنع به أحد.
وقد يكون إعادة نموذج همنجوي ومالرو وسانت أكزوبري صعب جدا ولكن نموذج كريستيان آمانبور ممكن بكل تأكيد.
?️عميد متقاعد عمرو العامري |